Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 84-86)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : حرض المؤمنين : حثهم على الجهاد وحرضهم على القتال . بأس الذين كفروا : قوتهم الحربية . وأشد تنكيلاً : أقوى تنكيلاً والتنكيل : ضرب الظالم بقوة حتى يكون عبرة لمثله فينكل عن الظلم . الشفاعة : الوساطة في الخير أو في الشر فإن كانت في الخير فهي الحسنة وإن كانت في الشر فهي السيئة . كفل منها : نصيب منها . مقيتاً : مقتدراً عليه وشاهداً عليه حافظاً له . بتحية : تحية الإِسلام هي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أو ردوها : أي يقول وعليكم السلام . حسيباً : محاسباً على العمل مجازياً به خيراً كان أو شراً . معنى الآيات : ما زال السياق في السياسة الحربية ففي هذه الآية { فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } يأمر تعالى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم أن يقاتل المشركين لأجل إعلاء كلمة الله تعالى بأن يعبد وحده وينتهي إضطهاد المشركين للمؤمنين وهو المراد من قوله { فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } وقوله { لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ } أي لا يكلفك ربك إلا نفسك وحدها ، أما من عداك فليس عليك تكليفه بالقتال ، ولكن حرض المؤمنين على القتال معك فحثهم على ذلك ورغبهم فيه . وقوله : { عَسَى ٱللَّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } وهذا وعد من الله تعالى بأن يكف بأس الذين كفروا فيسلط عليهم رسوله والمؤمنين فيبددوا قوتهم ويهزموهم فلا يبقى لهم بأس ولا قوة وقد فعل وله الحمد والمنة وهو تعالى { أَشَدُّ بَأْساً } من كل ذي بأس { وَأَشَدُّ تَنكِيلاً } من غيره بالظالمين من أعدائه . هذا ما دلت عليه الآية [ 84 ] أما الآية [ 85 ] وهي قوله تعالى { مَّن يَشْفَعْ شَفَٰعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَٰعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتاً } فهو إخبار منه تعالى بأن من يشفع شفاعة حسنة بأن يضم صوته مع مطالب بحق أو يضم نفسه إلى سريّة تقاتل في سبيل الله ، أو يتوسط لأحد في قضاء حاجته فإن للشافع قسطاً من الأجر والمثوبة كما أن { وَمَن يَشْفَعْ شَفَٰعَةً سَيِّئَةً } بأن يؤيد باطلاً أو يتوسط في فعل شر أو ترك معروف يكون عليه نصيب من الوزر ، لأن الله تعالى على كل شيء مقتدر وحفيظ عليم . هذا ما دلت عليه الآية المذكورة . أما الآية الأخيرة [ 86 ] فإن الله تعالى يأمر عباده المؤمنين بأن يردوا تحية من يحييهم بأحسن منها فإن لم يكن بأحسن فبالمثل ، فمن قال : السلام عليكم فليقل الراد وعليكم السلام ورحمة الله ، ومن قال السلام عليكم ورحمة الله فليرد عليه وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، وقوله تعالى : { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً } فيه تطمين للمؤمنين على أن الله تعالى يثيبهم على إحسانهم ويجزيهم به . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - بيان شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم بدليل أنه كلف بالقتال وحده وفعل . 2 - ليس من حق الحاكم أن يجند المواطنين تجنيداً إجبارياً ، وإنما عليه أن يحضهم على التجنيد ويرغبهم فيه بوسائل الترغيب . 3 - فضل الشفاعة في الخير ، وقبح الشفاعة في الشر . 4 - تأكيد سنة التحية ، ووجوب ردّها بأحسن أو بمثل . 5 - تقرير ما جاء في السنة بأن السلام عليكم : يعطى عليها المسلم عشر حسنات ورحمة الله : عشر حسنات . وبركاته : عشر كذلك .