Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 35-37)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : اتقوا الله : خافوا عذابه فامتثلوا أمره وأمر رسوله واجتنبوا نهيهما . وابتغوا : إطلبوا . الوسيلة : تقربوا إليه بفعل محابه وترك مساخطه تظفروا بالقرب منه . وجاهدوا في سبيله : أنفسكم بحملها على أن تتعلم وتعمل وتعلِم ، وأَعْدَاءَهُ بدعوتهم إلى الإِسلام وقتالهم على ذلك . تُفْلِحُون : تنجون من النار وتدخلون الجنة . عذاب مقيم : دائم لا يبرح ولا يزول . معنى الآيتين : ينادي الرب تبارك وتعالى عباده المؤمنين به وبرسوله ووعده ووعيده ليرشدهم إلى ما ينجيهم من العذاب فيجتنبوه ، وإلى ما يدنيهم من الرحمة فيعملوه فيقول : { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱبْتَغُوۤاْ إِلَيهِ ٱلْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } ومعنى اتقوا الله خافوا عذابه فأطيعوه بفعل أوامره وأوامر رسوله واجتناب نواهيهما فإن عذاب الله لا يتقى إلا بالتقوى . ومعنى { وَٱبْتَغُوۤاْ إِلَيهِ ٱلْوَسِيلَةَ } اطلبوا إليه القربة ، أي تقربوا إليه بفعل ما يحب وترك ما يكره تفوزوا بالقرب منه . ومعنى { وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ } جاهدوا أنفسكم في طاعته والشيطان في معصيته ، والكفار في الإِسلام إليه والدخول في دينه باذلين كل ما في وسعكم من جهد وطاقة ، هذا ما دلت عليه الآية الأولى [ 35 ] أما الآية الثانية [ 36 ] وهي قوله تعالى : { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَّا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ … } الخ فإنها علة لما دعت إليه الآية الأولى من الأمر بالتقوى وطلب القرب من الله تعالى وذلك بالإِيمان وصالح الأعمال ، لأن العذاب الذي أمروا باتقائه بالتقوى عذاب لا يطاق أبداً ناهيكم أن الذين كفروا { لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَّا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً } من مال صامت وناطق { وَمِثْلَهُ مَعَهُ } وقبل منهم فداء لأنفسهم من ذلك العذاب لقدموه سخية به نفوسهم ، إنه عذاب أليم موجع أشد الوجع ومؤلم أشد الألم إنهم يتمنون بكل قلوبهم أن يخرجوا من النار { وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ } دائم لا يبرح ولا يزول . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - وجوب تقوى الله عز وجل وطلب القربة إليه والجهاد في سبيله . 2 - مشروعية التوسل إلى الله تعالى بالإِيمان وصالح الأعمال . 3 - عظم عذاب يوم القيامة وشدته غير المتناهية . 4 - لا فدية يوم القيامة ولا شفاعة تنفع الكافر فيخرج بها من النار . 5 - حسن التعليل للأمر والنهي بما يشجع على الامتثال والترك .