Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 38-40)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : السارق : الذي أخذ مالاً من حرز خفية يقدر بربع دينار فأكثر . السارقة : التي أخذت مالاً من حرز خفية يقدر بربع دينا فأكثر . فاقطعوا أيديهما : أي اقطعوا من سرق منهما يده من الكوع . نكالاً : عقوبة من الله تجعل غيره ينكل أن يسرق . عزيز حكيم : عزيز : غالب لا يحال بينه وبين مراده ، حكيم : في تدبيره وقضائه . بعد ظلمه : بعد ظلمه لنفسه بمعصية الله تعالى بأخذ أموال الناس . وأصلح : أي نفسه بتزكيتها بالتوبة والعمل الصالح . فإن الله يتوب عليه : أي يقبل توبته ، ويغفر له ويرحمه إن شاء . له ملك السماوات والأرض : خلقاً وملكاً وتدبيراً . يعذب من يشاء : أي تعذيبه لأنه مات عاصياً لأمره كافراً بحقه . ويغفر لمن يشاء : ممن تاب من ذنبه وأناب إليه سبحانه تعالى . معنى الآيات : يخبر تعالى مقرراً حكماً من أحكام شرعه وهو أن الذي يسرق مالاً يقدر بربع دينار فأكثر من حرز مثله خفية وهو عاقل بالغ ، ورفع إلى الحاكم ، والسارقة كذلك فالحكم أن تقطع يد السارق اليمنى من الكوع وكذا يد السارقة مجازاة لهما على ظلمهما بالاعتداء على أموال غيرهما ، { نَكَالاً مِّنَ ٱللَّهِ } أي عقوبة من الله تعالى لهما تجعل غيرهما لا يقدم على أخذ أموال الناس بطريق السرقة المحرمة ، { وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } غالب على أمره حكيم في قضائه وحكمه . هذا معنى قوله تعالى : { وَٱلسَّارِقُ وَٱلسَّارِقَةُ فَٱقْطَعُوۤاْ أَيْدِيَهُمَا جَزَآءً بِمَا كَسَبَا } من الإِثم { نَكَالاً مِّنَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } . وقوله تعالى في الآية الثانية [ 39 ] { فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ } أي تاب من السرقة بعد أن ظلم نفسه بذلك { وَأَصْلَحَ } نفسه بالتوبة ومن ذلك رد المال المسروق { فَإِنَّ ٱللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ } لأنه تعالى غفور للتائبين رحيم بالمؤمنين ، وقوله تعالى في الآية الثالثة [ 40 ] { أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } يخاطب تعالى رسوله وكل من هو أهل للتلقي والفهم من الله تعالى فيقول مقرراً المخاطب { أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } والجواب بلى ، وإذاً فالحكم له تعالى لا ينازع فيه فلذا هو يعذب ويقطع يد السارق والسارقة ويغفر لمن تاب من السرقة وأصلح . وهو على كل شيء قدير . هداية الآيات : من هداية الآيات : 1 - بيان حكم حد السرقة وهو قطع يد السارق والسارقة . 2 - بيان أن التائب من السراق إذا أصلح يتوب الله عليه أن يقبل توبته . 3 - إذا لم يرفع السارق إلى الحاكم تصح توبته ولو لم تقطع يده ، وإن رفع فلا توبة له إلا بالقطع فإذا قطعت يده خرج من ذنبه كأن لم يذنب . 4 - وجوب التسليم لقضاء الله تعالى والرضا بحكمه لأنه عزيز حكيم .