Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 12-16)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : كتب على نفسه الرحمة : أي أوجب على نفسه رحمة خلقه . لا ريب فيه : لا شك في مجيئه وحصوله في أجله المحدد له . خسروا أنفسهم : حيث لوثوها بأوضار الشرك والمعاصي فلم ينتفعوا بها . وله ما سكن في الليل والنهار : أي ما استقر فيها من ساكن ومتحرك أي له كل شيء . ولياً : أحبه وأنصره وأطلب نصرته ومحبته وولايته . من يصرف عنه : أي من العذاب بمعنى يبعد عنه . الفوز المبين : أي الواضح إذ النجاة من النار ودخول الجنة هو الفوز العظيم . معنى الآيات : ما زال السياق في الحديث مع العادلين بربهم غيره من أهل الشرك فيقول تعالى لرسوله سلهم قائلاً : { قُل لِّمَن مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } خلقاً وإيجاداً أو ملكاً وتصرفاً وتدبيراً ، واسبقهم إلى الجواب فقل لله ، إذ ليس لهم من جواب إلا هذا : { للَّهِ } ، أي هو الله الذي { كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ ٱلرَّحْمَةَ } قضى بها وأوجبها على نفسه ، ومظاهرها متجلية في الناس : إنهم يكفرونه ويعصونه وهو يطعمهم ويسقيهم ويكلؤهم ويحفظهم ، وما حمدوه قط . ومن مظاهر رحمته جمعه الناس ليوم القيامة ليحاسبهم ويجزيهم بعملهم الحسنة بعشر أمثالها أما السيئة فبسيئة مثلها فقط وهو ما دل عليه قوله : { لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَٰمَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ } أي الكائن الآتي بلا ريب ولا شك ، وقوله تعالى : { ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } يخبر تعالى أنَّ الذين كتب خسرانهم أزلاً في كتاب المقادير فهم لذلك لا يؤمنون وما كتب أزلاً لعلم تام بموقفهم هذا الذي هم وافقوه من الكفر والعناد والشرك والشر والفساد ، بذلك استوجبوا الخسران هذا ما دلت عليه الآية الأولى [ 12 ] أما الآية الثانية [ 13 ] { وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي ٱلْلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ } وهذا تقرير بأنه رب كل شيء والمالك لكل شيء إذ ما هناك إلا ساكن ومتحرك وهو رب الجميع ، وهو السميع لأحوال عباده وسائر مخلوقاته العليم فأفعالهم الظاهرة والباطنة ولذا لا يسأل عما يفعل ويفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ومن هنا وجب اللجأ إليه والتوكل عليه ، والانقياد لأمره ونهيه . وقوله تعالى في الآية الثالثة [ 14 ] { قُلْ أَغَيْرَ ٱللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ } يأمر تعالى رسوله أن يرد على المشركين المطالبين منه أن يوافقهم على شركهم ويعبد معهم آلهتهم فيقول : أفغير الله فاطر السماوات والأرض الذي يطعم غيره لافتقاره إليه ، ولا يطعم لغناه المطلق أغيره تعالى أتخذ ولياً أعبده كما اتخذتم أنتم أيها المشركون أولياء تعبدونهم . إن هذا لن يكون أبداً كما أمره ربه تعالى أن يقول في صراحة ووضوح ، { إِنِّيۤ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ } أي وجهه لله ، وأقبل عليه بعبده بما شرع له ، ونهاني أن أكون من المشركين بقوله : { وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُشْرِكَينَ } الذين يعبدون مع الله غيره من مخلوقاته وأمره في الآية [ 15 ] أن يقول للمشركين الراغبين في تركه التوحيد : { إِنِّيۤ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } وهو عذاب يوم القيامة . إنه عذاب أليم لا يطاق من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه أي أدخله الجنة والنجاة من النار ودخول الجنة هو الفوز العظيم كما قال تعالى { فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ } [ آل عمران : 185 ] نعم فاز وأي فوز أكبر من الخلوص من العذاب ودخول في دار السلام . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - عموم رحمة الله تعالى . 2 - تقرير مبدأ الشقاوة والسعادة في الأزل قبل خلق الخلق . 3 - الله رب كل شيء ومليكه . 4 - تحريم ولاية غير الله ، وتحريم الشرك به تعالى . 5 - بيان الفوز الأخروي وهو النجاة من العذاب ودخول الجنة .