Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 17-19)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : يمسسك : يصبك . بضر : الضر : ما يؤلم الجسم أو النفس كالمرض والحزن . بخير : الخير : كل ما يسعد الجسم أو الروح . القاهر : الغالب المذل المعز . شهادة : الشهادة : إخبار العالم بالشيء عنه بما لا يخالفه . لأنذركم به : لأخوفكم بما فيه من وعيد الله لأهل عداوته . إله واحد : معبود واحد لأنه رب واحد ، إذ لا يعبد إلا الرب الخالف الرازق المدبر . معنى الآيات : ما زال السياق في توجيه الرسول صلى الله عليه وسلم وتقوية موقفه من أولئك العادلين بربهم المشركين به فيقول له ربه تعالى : { وَإِن يَمْسَسْكَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ } أي إن أصابك الله بما يضرك في بدنك فلا كاشف له عنك بإِنجائك منه إلا هو . { وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ } أي وإن يردك بخير فلا راد له { فَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ } ، والخطاب وإن كان موجهاً للرسول صلى الله عليه وسلم عام في كل أحد فلا كاشف للضر إلا هو ، ولا راد لفضله أحد ، ومع كل أحد ، وقوله تعالى في الآية الثانية [ 18 ] { وَهُوَ ٱلْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْخَبِيرُ } تقرير لربوبيته المستلزمة لألوهيتة فقهره لكل أحد ، وسلطانه على كل أحد مع علو كلمته وعلمه بكل شيء موجب لألوهيته وطاعته وطلب ولايته ، وبطلان ولاية غيره وعبادة سواه وقوله تعالى في الآية الثالثة [ 19 ] { قُلِ ٱللَّهُ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ } نزلت لما قال المشركون بمكة للرسول صلى الله عليه وسلم إئتنا بمن يشهد لك بالنبوة فإن أهل الكتاب أنكروها فأمره ربه تعالى أن يقول لهم رداً عليهم : أي شيء أكبر شهادة ؟ ولما كان لا جواب لهم إلا أن يقولوا الله أمره أن يجيب به : { قُلِ ٱللَّهُ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ } . فشهادة الله تعالى لي بالنبوّة إيحاؤه إليّ بهذا القرآن الذي أنذركم به . وأنذر كل من بلغه وسمع به بأن من بلغه ولم يؤمن به ويعمل بما جاء فيه من العقائد والعبادات والشرائع فإنه خاسر لنفسه يوم القيامة . ثم أمره أن ينكر عليهم الشرك بقوله : أئنكم لتشهدون مع الله آلهة أخرى ، وذلك بإيمانكم بها وعبادتكم لها أما أنا فلا أعترف بها بل أنكرها فضلاً عن أن أشهد بها . ثم أمره بعد إنكار آلهة المشركين أن يقرر ألوهيته الله وحده وأن يتبرأ مع آلهتهم المدعاة فقال له قل : { إِنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ } . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - وجوب اللجأ إلى الله تعالى دون غيره من سائر خلقه إذ لا يكشف الضر إلا هو . 2 - شهادة الله تعالى لرسوله بالنبوة وما أنزل عليه من القرآن وما أعطاه من المعجزات . 3 - نذارة الرسول بلغت كل من بلغه القرآن الكريم إلى يوم الدين . 4 - تقرير مبدأ التوحيد لا إله إلا الله ، ووجوب البراءة من الشرك .