Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 25-29)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : أكنة : جمع كنان ما يكن فيه الشيء كالغطاء . وقرأ : ثقلاً وصمماً فهم لا يسمعون . يجادلونك : يخاصمونك . أساطير الأولين : جمع أسطورة : ما يكتب ويحكى من أخبار السابقين . وينأون عنه : أي ويبعدون عنه . بل بدا لهم : بل ظهر لهم . إن هي إلا حياتنا : ما هي إلا حياتنا . مبعوثين : بعد الموت أحياء كما كنا قبل أن نموت . معنى الآيات : ما زال السياق في الحديث عن أولئك العادلين بربهم المشركين به سواه فيخبر تعالى عن بعضهم فيقول { وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ } حال قراءتك القرآن ولكنه لا يعيه قلبه ولا يفقه ما فيه من أسرار وحكم تجعله يعرف الحق ويؤمن به ، وذلك لما جعلنا حسب سنتنا في خلقنا من أكنة على قلوبهم أي أغطية ، ومن وقر أي ثقل وصمم في آذانهم ، فلذا هم يستمعون ولا يسمعون ، ولا يفقهون وتلك الأغطية وذلك الصمم هما نتيجة ما يحملونه من بغض للنبي صلى الله عليه وسلم وكره لما جاء به من التوحيد ، ولذا فهم لو يرون كل آية مما يطالبون من المعجزات كإحياء الموتى ونزول الملائكة عياناً لا يؤمنون بها لأنهم لا يريدون أن يؤمنوا ولذا قال تعالى : { وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ ءَايَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّىٰ إِذَا جَآءُوكَ يُجَٰدِلُونَكَ } أي في شأن التوحيد وآلهتهم { يَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِنْ هَـٰذَآ } أي ما هذا { إِلاَّ أَسَٰطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } ، أمليت عليك أو طلبت كتابتها فأنت تقصها ، وليس لك من نبوة ولا وحي ولا رسالة . هذا ما دلت عليه الآية الأولى [ 25 ] أما باقي الآيات فإن الثانية [ 26 ] تضمنت إخبار الله تعالى عنهم بأنهم ينهون الناس عن الإِيمان بالنبي وبما جاء به وعن متابعته والدخول في دينه ، وينأون هم بأنفسهم أي يبعدون عنه فلا إيمان ولا متابعة . وهذه شر الصفات يصفهم الله تعالى بها وهي البعد عن الحق والخير ، وأمر الناس بالبعد عنهما ونهيهم عن قربهما ولذا قال تعالى : { وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ } بهذا الموقف الشائن المعادي للرسول والتوحيد ، وما يشعرون بذلك إذ لو شعروا لكفوا ، والذي أفقدهم الشعور هو حب الباطل والشر الذي حملهم على عداوة الرسول وما جاء به من عبادة الله وتوحيده وها هم أولاً قد حشروا في جهنم ، والله تعالى يقول للرسول : { وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى ٱلنَّارِ } ولا بد لهم من دخولها والاصطلاء بحرها والاحتراق بلهبها ، فقالوا وهم في وسطها { يٰلَيْتَنَا نُرَدُّ } إلى الحياة الدنيا { وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَٰتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } ، وما هم والله بصادقين وإنما هي تمنيات حمل عليها الإِشفاق من العذاب والخوف من نار جهنم ، والفضيحة حين ظهر لهم ما كانوا يخفون في الدنيا من جرائم وفواحش وهم يغشونها الليل والنهار قال تعالى وهو العليم الخبير : { وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } ، وصدق الله لو ردوا لعادوا وفي الآية الأخيرة [ 29 ] يسجل الله تعالى عليهم سبب بلائهم ومحنتهم ، وإقدامهم في تلك الجرأة الغريبة على الشرك ومحاربة التوحيد ، ومحاربة الموحدين بالضرب والقتل والتعذيب إنه كفرهم بالبعث والجزاء إذ قالوا ما أخبر تعالى به عنهم : { إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ } . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - بيان سنة الله تعالى في أن العبد إذا كره أحداً وأبغضه وتغالى في ذلك يصبح لا يسمع ما يقول له ، ولا يفهم معنى ما يسمع منه . 2 - شر دعاة الشر من يعرض عن الهدى ويأمر بالإِعراض عنه ، وينهى من يقبل عليه . 3 - سبب الشر في الأرض الكفر بالله ، وإنكار البعث والجزاء الآخر .