Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 20-24)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : الذين أوتوا الكتاب : علماء اليهود والنصارى . يعرفونه : يعرفون محمداً نبياً لله ورسولاً له . افترى على الله كذباً : اختلق الكذب وزوّره في نفسه وقال . لا يفلح الظالمون : لا ينجون من عذاب الله يوم القيامة . أين شركاؤكم : استفهام توبيخي لهم . تزعمون : تدعون أنهم شركاء يشفعون لكم عند الله . وضل عنهم : غاب عنهم ولم يحضرهم ما كانوا يكذبونه . معنى الآيات : قوله تعالى : { ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ } أي علماء اليهود والنصارى { يَعْرِفُونَهُ } أي النبي محمداً صلى الله عليه وسلم أنه نبي الله وأن القرآن كتاب الله أوحاه إليه يعرفونه بما ثبت من أخباره ونعوته معرفة كمعرفة أبنائهم ، رد الله تعالى بهذا على العرب الذين قالوا : لو كنت نبياً لشهد لك بذلك أهل الكتاب ثم أخبر تعالى أن الذين خسروا أنفسهم في قضاء الله وحكمه الأزلي لا يؤمنون ، وإن علموا ذلك في كتبهم وفهموه واقتنعوا به ، فهذا سر عدم إيمانهم ، فلن يكون إذاً عدم إيمانهم حجة ودليلاً على النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأنه غير نبي ولا رسول هذا ما دلت عليه الآية الأولى [ 20 ] وفي الآية الثانية نداء الله تعالى لكلٍّ من مشركي العرب وكفار أهل الكتاب بقوله { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } وهم المشركون بزعمهم أن الأصنام تشفع لهم عند الله ولذا عبدوها ، أو كذبوا بآياته وهم أهل الكتاب ، وأخبر أن الجميع في موقفهم المعادي للتوحيد والإسلام ظالمون ، وإن الظالمون لا يفلحون فحكم بخسران الجميع إلا من آمن منهم وعبد الله ووحده وكان من المسلمين وقوله تعالى في الآية الثالثة [ 22 ] { وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً } مشركين وأهل كتاب أي لا يفلحون في الدنيا ولا يوم نحشرهم وهو يوم القيامة لأنهم ظالمون ، ثم أخبر تعالى بمناسبة ذكر يوم القيامة أنه يسأل المشركين منهم فيقول لهم : { أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } أنهم يشفعون لكم في هذا اليوم ؟ ثم لم تكن نتيجة هذه الفتنة أي الاختبار إلا قولهم : { وَٱللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } يكذبون هذا الكذب لأنهم رأوا أن المشركين لا يغفر لهم ولا ينجون من النار . ثم أمر الله رسوله أن يتعجب من موقفهم هذا المخزي لهم فقال له : { ٱنظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ } أما ربهم فهو عليم بهم { وَضَلَّ عَنْهُمْ } أي غاب فلم يروه . { مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } أي يكذبون . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - لم يمنع أهل الكتاب من الدخول في الإسلام إلا إيثار الدنيا على الآخرة . 2 - سببان في عظم الجريمة الكاذب على الله المفتري والمكذب الجاحد به وبكتابه وبنبيه . 3 - تقرير عدم فلاح الظالمين في الحياتين . 4 - الشرك لا يغفر لصاحبه إذا لم يتب منه قبل موته .