Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 194-198)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : عباد أمثالكم : أي مملوكون مخلوقون أمثالكم لمالك واحد هو الله رب العالمين . شركاءكم : أصنامكم التي تشركون بها . ثم كيدون : بما استطعتم من أنواع الكيد . فلا تنظرون : أي فلا تمهلون لأني لا أبالي بكم . إن وليي الله : أي المتولي أموري وحمايتي ونصرتي الله الذي نزل القرآن . وتراهم ينظرون : أي وترى الأصنام المنحوتة على شكل رجال ينظرون إليك وهم لا يبصرون . معنى الآيات : هذه الآيات الخمس في سياق ما قبلها جاءت مقررة لمبدأ التوحيد مؤكدة له منددة بالشرك مقبحة له ، ولأهله فقوله تعالى { إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ } أي دعاء عبادة أيها المشركون { عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ } أي مملوكون لله ، الله مالكهم كما أنتم مملوكون لله مربوبون . فكيف يصح منكم عبادتهم وهم مملكون مثلكم لا يملكون لكم ولا لأنفسهم نفعاً ولا ضراً ، وإن شككتم في صحة هذا فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين في زعمكم أنهم آلهة يستحقون العبادة . إنكم لو دعوتموهم ما استجابوا ، وكيف يستجيبون وهم جماد ولا حياة لهم { أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَآ أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَآ أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَآ أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا } إنه لا شيء لهم من ذلك فكيف إذاً يستجيبون ، وبأي حق يعبدون فيدعون ويرجون وهم فاقدوا آثار القدرة والحياة بالمرة . ثم أمر الله تعالى رسوله أن يعلن لهم أنه لا يخافهم ولا يعدهم شيئاً إذا كانوا هم يعبدونهم ويخافونهم فقال له قل لهؤلاء المشركين { ٱدْعُواْ شُرَكَآءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ } أنتم وإياهم { فَلاَ تُنظِرُونِ } أي لا تمهلوني ساعة ، وذلك لأن { وَلِيِّـيَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلْكِتَابَ } أي القرآن { وَهُوَ يَتَوَلَّى ٱلصَّالِحِينَ } فهو ينصرني منكم ويحميني من كيدكم إنه ولي ووليّ المؤمنين . أما أنتم { وَٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ } أي من دون الله من هذه الأوثان { لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلاۤ أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ } وشيء آخر وهو أنكم { وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى ٱلْهُدَىٰ لاَ يَسْمَعُواْ } فضلاً عن إن تدعوهم إلى الضلال فكيف تصح عبادة من لا يجيب داعيه في الرخاء ولا في الشدة . وأخيراً يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم ، { وَتَرَٰهُمْ } أي ترى أولئك الآلهة وهي تماثيل من حجارة { يَنظُرُونَ إِلَيْكَ } إذا قابلتهم لأن أعينهم مفتوحة دائماً ، والحال أنهم لا يبصرون ، وهل تبصر الصور والتماثيل ؟ . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - إقامة الحجة على المشركين بالكشف عن حقيقة ما يدعون أنها آلهة فإذا بها أصنام لا تسمع ولا تجيب لا أيد لها ولا أرجل ولا آذان ولا أعين . 2 - وجوب التوكل على الله تعالى ، وطرد الخوف من النفس والوقوف أمام الباطل وأهله في شجاعة وصبر وثبات اعتماداً على الله تعالى وولايته إذ هو يتولى الصالحين . 3 - جواز المبالغة في التنفير من الباطل والشر بذكر العيوب والنقائص .