Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 199-202)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : العفو : ما كان سهلاً لا كلفة فيه وهو ما يأتي بدون تكلف . بالعرف : أي المعروف في الشرع بالأمر به أو الندب إليه . وأعرض عن الجاهلين : الجاهلون : هم الذين لم تستنر قلوبهم بنور العلم والتقوى ، والإِعراض عنهم بعدم مؤاخذتهم على سوء قولهم أو فعلهم . نزغ الشيطان : أي وسوسته بالشر . فاستعذ بالله : أي قل أعوذ بالله يدفعه عنك إنه أي الله سميع عليم . اتقوا : أي الشرك والمعاصي . طائف من الشيطان : أي ألم بهم شيء من وسوسته . وإخوانهم يمدونهم في الغي : أي إخوان الشياطين من أهل الشرك والمعاصي يمدونهم في الغي . ثم لا يقصرون : أي لا يكفون عن الغي الذي هو الضلال والشر والفساد . معنى الآيات : لما علّم تعالى رسوله كيف يحاج المشركين لإِبطال باطلهم في عبادة غير الله تعالى والإِشراك به عز وجل علمه في هذه الآية أسمى الآداب وأرفعها ، وأفضل الأخلاق وأكملها فقال له : { خُذِ ٱلْعَفْوَ وَأْمُرْ بِٱلْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ ٱلْجَاهِلِينَ } أي خذ من أخلاق الناس ما سهل عليهم قوله وتيسر لهم فعله ، ولا تطالبهم بما لا يملكون أو بما لا يعلمون وأمرهم بالمعروف ، وأعرض عن الجاهلين منهم فلا تعنفهم ولا تغلظ القول لهم فقد سأل صلى الله عليه وسلم عن معنى هذه الآية جبريل عليه السلام فقال له : ( تعفو عمن ظلمك وتصل من قطعك وتعطي من حرمك ) وقوله { وَإِماَّ يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيْطَٰنِ نَزْغٌ } أي أثار غضبك حتى لا تلتزم بهذا الأدب الذي أمرت به { فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ } بدفعه عنك إنه سميع لأقوالك عليم بأحوالك . ثم قال تعالى مقرراً حكم الاستعاذة مبيناً جدواها ونفعها لمن يأخذ بها . { إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ } أي ربهم فلم يشركوا به أحداً ولم يفرطوا في الواجبات ولم يغشوا المحرمات هؤلاء { إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ ٱلشَّيْطَانِ } بأن نزغهم بإثارة الغضب أو الشهوة فيهم تذكروا أمر الله ونهيه ووعده ووعيده { فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ } يرون قبح المعصية وسوء عاقبة فاعلها فكفوا عنها ولم يرتكبوها . وقوله تعالى : { وَإِخْوَانُهُمْ } أي إخوان الشياطين من أهل الشرك والمعاصي { يَمُدُّونَهُمْ } أي الشياطين { فِي ٱلْغَيِّ } أي في المعاصي والضلالات ويزيدونهم في تزيينها لهم وحملهم عليها ، { ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ } عن فعلها ويكفون عن ارتكابها . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - الأمر بالتزام الآداب والتحلي بأكمل الأخلاق ومن أرقاها العفو عمن ظلم وإعطاء من حرم ، وصلة من قطع . 2 - وجوب الاستعاذة بالله عند الشعور بالوسوسة أو الغضب أو تزيين الباطل . 3 - فضيلة التقوى وهي فعل الفرائض وترك المحرمات . 4 - شؤم أخوة الشياطين حيث لا يقصر صاحبها بمد الشياطين له عن الغي الذي هو الشر والفساد .