Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 26-28)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : وريشاً : لباس الزينة والحاجة . يواري سوءاتكم : يستر عوراتكم . لباس التقوى : خير في حفظ العورات والأجسام والعقول والأخلاق . من آيات الله : دلائل قدرته . لا يفتننكم : أي لا يصرفنكم عن طاعة الله الموجبة لرضاه ومجاورته في الملكوت الأعلى . أبويكم : آدم وحواء . قبيله : جنوده من الجن . فاحشة : خصلة قبيحة شديدة القبح كالطواف بالبيت عراة . معنى الآيات : قوله تعالى { يَٰبَنِيۤ ءَادَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً } هذا النداء الكريم المقصود منه تذكير للمشركين من قريش بنعم الله وقدرته عليهم لعلهم يذكرون فيؤمنون ويسلمون بترك الشرك والمعاصي ، من نعمه عليهم أن أنزل عليهم لباساً يوارون به سوءاتهم ، { وَرِيشاً } لباساً يتجملون به ، في أعيادهم ومناسباتهم ، ثم أخبر تعالى أن لباس التقوى خير لصاحبه من لباس الثياب ، لأن المتقي عبد ملتزم بطاعة الله ورسوله ، والله ورسوله يأمران بستر العورات ، ودفع الغائلات ، والمحافظة على الكرامات ، ويأمران بالحياء ، والعفة وحسن السمت ونظافة الجسم والثياب فأين لباس الثياب مجردة عن التقوى من هذه ؟ ؟ . وقوله تعالى { ذٰلِكَ مِنْ آيَاتِ ٱللَّهِ } أي من دلائل قدرته الموجبة للإِيمان به وطاعته ، وقوله { لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } أي رجاء أن يذكروا هذه النعم فيشكروا بالإِيمان والطاعة . هذا ما دلت عليه الآية الأولى [ 26 ] وفي الآية الثانية [ 27 ] ناداهم مرة ثانية فقال { يَابَنِيۤ ءَادَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ ٱلشَّيْطَانُ كَمَآ أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِّنَ ٱلْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَآ } يحذرهم من إغواء الشيطان لهم مذكراً إياهم بما صنع مع أبويهما من إخراجهما من الجنة بعد نزعه لباسهما عنهما فانكشفت سوءاتهما الأمر الذي سبب إخراجهما من دار السلام ، منبهاً لهم على خطورة العدو من حيث أنه يراهم هو وجنوده ، وهم لا يرونهم ، ثم أخبر تعالى أنه جعل الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون ، وذلك حسب سنته في خلقه ، فالشياطين يمثلون قمة الشر والخبث ، فالذين لا يؤمنون قلوبهم مظلمة لانعدام نور الإِيمان فيها فهي متهيئة لقبول الشياطين وقبول ما يوسوسون به ويوحونه من أنواع المفاسد والشرور كالشرك والمعاصي على اختلافها ، وبذلك تتم الولاية بين الشياطين والكافرين ، وكبرهان على هذا الولاء بينهم أن المشركين إذا فعلوا فاحشة خصلة ذميمة قبيحة شديدة القبح ونهوا عنها احتجوا على فعلهم بأنهم وجدوا آباءهم يفعلونها ، وأن الله تعالى أمرهم بها وهي حجة باطلة لما يلي أولا : فعل آبائهم ليس ديناً ولا شرعاً . ثانيا : حاشا لله تعالى الحكيم العليم أن يأمر بالفواحش إنما يأمر بالفواحش الذين يأتونها وهم الشياطين وأوليائهم من الإنس ولهذا رد الله تعالى عليهم بقوله { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَأْمُرُ بِٱلْفَحْشَآءِ } ووبخهم معنفاً إياهم بقوله : { أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - التذكير بنعم الله تعالى المقتضي للشكر على ذلك بالإِيمان والتقوى . 2 - التحذير من الشيطان وفتنته لاسيما وأنه يرى الإِنسان والإِنسان لا يراه . 3 - القلوب الكافرة هي الآثمة ، وبذلك تتم الولاية بين الشياطين والكافرين . 4 - قبح الفواحش وحرمتها . 5 - بطلان الاحتجاج بفعل الناس إذ لا حجة إلا في الوحي الإِلهي . 6 - تنزه الرب تعالى عن الرضا بالفواحش فضلاً عن الأمر بها .