Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 42-43)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : إلا وسعها : طاقتها وما تتحمله وتقدر عليه من العمل . ونزعنا : أي أقلعنا وأخرجنا . من غل : أي من حقد وعداوة . هدانا لهذا : أي للعمل الصالح في الدنيا الذي هذا جزاؤه وهو الجنة . بما كنتم تعملون : أي بسبب أعمالكم الصالحة من صلاة وصيام وصدقات وجهاد . معنى الآيتين : لما ذكر تعالى جزاء أهل التكذيب والاستكبار عن الإِيمان والعمل الصالح وكان شقاء وحرماناً ذكر جزاء أهل الإِيمان والعمل الصالح فقال : { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } ، ولما كان العمل منه الشاق الذي لا يطاق ومنه السهل الذي يقدر عليه قال : { لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا } أي ما تقدر عليه من العمل ويكون في استطاعتها ، ثم أخبر عن المؤمنين العاملين للصالحات فقال { أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } . كما أخبر في الآية الثانية أنه طهرهم باطناً فنزع ما في صدورهم من غل على بعضهم بعضاً ، وأن الأنهار تجري من تحت قصورهم ، وأنهم قالوا شاكرين نعم الله عليهم : { ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي هَدَانَا لِهَـٰذَا } أي لعمل صالح هذا جزاؤه أي الجنة وما فيها من نعيم مقيم ، وقرروا حقيقة وهي أن هدايتهم التي كان جزاؤها الجنة لم يكونوا ليحصلوا عليها لولا أن الله تعالى هو الذي هداهم فقالوا : { وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلاۤ أَنْ هَدَانَا ٱللَّهُ } ، ثم قالوا والله { لَقَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلْحَقِّ } فهاهم أهل الكفر والمعاصي في النار ، وها نحن أهل الإِيمان والطاعات في نعيم الجنة فصدقت الرسل فيما أخبرت به من وعد ووعيد ، وناداهم ربهم سبحانه وتعالى : { أَن تِلْكُمُ ٱلْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } فيزاد بذلك نعيمهم وتعظم سعادتهم . هداية الآيتين من هداية الآيتين : من هداية الآيتين : 1 - الإِيمان والعمل الصالح موجبان لدخول الجنة مقتض للكرامة في الدارين . 2 - لا مشقة لا تحتمل في الدين الصحيح الذي جاءت به الرسل إلا ما كان عقوبة . 3 - لا عداوة ولا حسد في الجنة . 4 - الهداية هبة من الله فلا تطلب إلا منه ، ولا يحصل عليها إلا بطلبها منه تعالى . 5 - صدقت الرسل فيما أخْبَرَتْ به من شأن الغيب وغيره .