Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 44-47)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : فأذن مؤذن : أي أعلن بأعلى صوته أن لعنة الله على الظالمين . لعنة الله : أي أمره بطرد الظالمين من الرحمة إلى العذاب . يصدون عن سبيل الله : سبيل الله هي الإِسلام والصد : الصرف فهم صرفوا أنفسهم وصرفوا غيرهم . ويبغونها عوجا : يطلبون الشريعة أن تميل مع ميولهم وشهواتهم فتخدم أغراضهم . وبينهما حجاب : أي بين أهل الجنة وأهل النار حاجز فاصل وهو سور الأعراف . وعلى الأعراف : سور بين الجنة والنار قال تعالى من سورة الحديد { فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ } [ الآية : 13 ] . يعرفون كلا بسيماهم : أي كل من أهل الجنة وأهل النار بعلاماتهم . صرفت أبصارهم : أي نظروا إلى الجنة التي فيها أصحاب النار . معنى الآيات : ما زال السياق في الحديث عن أصحاب الجنة وأصحاب النار فيخبر تعالى أن أصحاب الجنة نادوا أصحاب النار قائلين لهم إنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا به من الجنة ونعيمها حقاً ، فهل وجدتم أنتم ما وعدكم ربكم من النار وعذابها حقاً ؟ فأجابوهم : نعم إنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً ، وهنا أذن مؤذن قائلاً : لعنة الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله التي هي الإِسلام الموصل إلى رضا الله تعالى والجنة ، ويبغونها عوجاً أي يريدون سبيل الله معوجة تدور معهم حيث داروا في شرورهم ومفاسدهم ، وشهواتهم وأهوائهم ، وهم بالآخرة كافرون أيضاً فهؤلاء يلعنونهم : لعنة الله على الظالمين الذين تلك صفاتهم قال تعالى في الآية الثالثة : { وَبَيْنَهُمَا } أي بين أهل الجنة وأهل النار { حِجَابٌ } فاصل أي حاجز وهو مكان على مرتفع ، وعليه رجال من بني آدم استوت سيئاتهم وحسناتهم فحبسوا هناك حتى يقضي بين أهل الموقف فيحكم فيهم بدخلوهم الجنة إن شاء الله تعالى . وقوله : { يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ } أي يعرفون أهل الجنة بسيماهم وهي بياض الوجوه ونضرة النعيم ، ويعرفون أهل النار بسواد الوجوه وزرقة العيون . { وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ } أي نادى أصحاب الأعراف أصحاب الجنة قائلين : سلام عليكم يتطمعون بذلك كما قال تعالى { لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ * وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَآءَ أَصْحَابِ ٱلنَّارِ } أي نظروا إلى جهة أهل النار فرأوا أهلها مسودة وجوههم زرق أعينهم يكتنفهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ، رفعوا أصواتهم قائلين : { رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } أي أهل النار لأنهم دخلوها بظلمهم العياذ بالله . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - وجود اتصال كامل بين أهل الجنة وأهل النار متى أراد أحدهم ذلك بحيث إذا أراد من في الجنة أن ينظر إلى من في النار ويخاطبه تم له ذلك . 2 - يجوز إطلاق لفظ الوعد على الوعيد للمشاكلة أو التهكم كما في هذه الآيات . 3 - التنديد بالصد عن سبيل الله ، والظلم والكفر بالآخرة وهي أسباب الشقاء في الدار الآخرة . 4 - تقرير مبدأ ثقل الحسنات ينجي وخفتها تردي ، ومن استوت حسناته وسيئاته ينجو آخر من ينجو من دخول النار . 5 - مشروعية الطمع إذا كان مقتضاه موجوداً .