Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 36-37)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : عدة : أي عدد . الشهور : جمع شهر والشهر تسعة وعشرون يوماً ، أو ثلاثون يوماً . في كتاب الله : أي كتاب المقادير : اللوح المحفوظ . أربعة حرم : هي رجب ، والقعدة ، والحجة ، ومحرم ، الواحد منها حرام والجمع حرم . الدين القيم : أي الشرع المستقيم الذي لا اعوجاج فيه . فلا تظلموا فيهن أنفسكم : أي لا ترتكبوا في الأشهر الحرم المعاصي فإنها أشد حرمة . كافة : أي جميعاً وفي كل الشهور حلالها وحرامها . مع المتقين : أي بالتأييد والنّصر ، والمتقون هم الذين لا يعصون الله تعالى . إنما النسيء : أي تأخير حرمة شهر المحرم إلى صفر . يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً : أي النسيء عاماً يحلونه وعاماً يحرمونه . ليواطئوا عدة ما حرم الله : أي ليوافقوا عدد الشهور المحرمة وهي أربعة . زين لهم سوء عملهم : أي زين لهم الشيطان هذا التأخير للشهر الحرام وهو عمل سيء لأنه إفتيات على الشارع واحتيال على تحليل الحرام . معنى الآيتين عاد السياق للحديث على المشركين بعد ذلك الاعتراض الذي كان للحديث عن أهل الكتاب فقال تعالى { إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثْنَا عَشَرَ شَهْراً } لا تزيد ولا تنقص ، وأنها هكذا في اللوح المحفوظ { يَوْمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ } . وأن منها أربعة أشهر حرم أي محرمات وهي رجب ، والقعدة والحجة ومحرم ، وحرمها الله تعالى أي حرم القتال فيها لتكون هدنة يتمكن العرب معها من السفر للتجارة وللحج والعمرة ولا يخافون أحداً ، ولما جاء الإِسلام وأعز الله أهله ، نسخ حرمة القتال فيها . وقوله تعالى { ذٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ } أي تحريم هذه الأشهر واحترامها بعدم القتال فيها هو الشرع المستقيم وقوله تعالى { فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ } أي لا ترتكبوا الذنوب والمعاصي في الأشهر الحرم فإن ذلك يوجب غضب الله تعالى وسخطه عليكم فلا تعرضوا أنفسكم له ، وقوله تعالى { وَقَاتِلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ } هذا خطاب للمؤمنين يأمرهم تعالى بقتال المشركين بعد انتهاء المدة التي جعلت لهم وهي أربعة أشهر وقوله { كَآفَّةً } أي جميعاً لا يتأخر منكم أحد كما هم يقاتلونكم مجتمعين على قتالكم فاجتمعوا أنتم على قتالهم ، وقوله { وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ } وهم الذين اتقوا الشرك والمعاصي ومعناه أن الله معكم بنصره وتأييده على المشركين العصاة وقوله عز وجل { إِنَّمَا ٱلنَّسِيۤءُ زِيَادَةٌ فِي ٱلْكُفْرِ } أي إنما تأخير حرمة محرم إلى صفر كما يفعل أهل الجاهلية ليستبيحوا القتال في الشهر الحرام بهذه الفُتيا الشيطانية هذا التأخير زيادة في كفر الكافرين ، لأنه محاربة لشرع الله وهي كفر قطعاً لقوله تعالى { يُضَلُّ بِهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي بالنسيء يزدادون ضلالاً فوق ضلالهم . وقوله { يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً } يعني النسيء وهو الشهر الذي أخروه أي أخروا حرمته إلى الشهر الذي بعده ليتمكنوا من القتال في الشهر الحرام ، فعاماً يحلون وعاماً يحرمون حتى يوافقوا عدة الأشهر الحُرُم بلا زيادة ولا نقصان ، ظناً منهم أنهم ما عصوا مستترين بهذه الفتيا الإِبليسية كما قال تعالى { زُيِّنَ لَهُمْ سُوۤءُ أَعْمَالِهِمْ } والمزين للباطل قطعاً هو الشيطان . وقوله تعالى { وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْكَافِرِينَ } يخبر تعالى أنه عز وجل لا يهدي القوم الكافرين لما هو الحق والخير وذلك عقوبة لهم على كفرهم به وبرسوله ، وإصرارهم على ذلك . هداية الآيتين من هداية الآيتين : 1 - بيان أن شهور السنة الهجرية اثنا عشر شهراً وأيامها ثلثمائة وخمسة وخمسون يوماً . 2 - بيان أن الأشهر الحرم أربعة وقد بينها الرسول صلى الله عليه وسلم وهي رجب ، والقعدة والحجة ومحرم . 3 - حرمة الأشهر الحرم ، ومضاعفة السيآت فيها أي قبح الذنوب فيها . 4 - صفة المعية لله تعالى وهي معية خاصة بالنصر والتأييد لأهل تقواه . 5 - حرمة الاحتيال على الشرع بالفتاوى الباطلة لاحلال الحرام ، وأن هذا الاحتيال ما هو إلا زيادة في الإِثم . 6 - تزيين الباطل وتحسين المنكر من الشيطان . 7 - حرمان أهل الكفر والفسق من هداية الله تعالى وتوفيقه لما هو حق وخير حالاً ومآلاً .