Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 38-40)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : مالكم ؟ : أي أي شيء ثبت لكم من الأعذار . انفروا : أي اخرجوا مستعجلين مندفعين . اثاقلتم : أي تباطأتم كأنكم تحملون أثقالاً . إلا تنصروه : أي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم . ثاني اثنين : أي هو وأبو بكر رضي الله عنه . في الغار : غار ثور أي في جبل يقال له ثور بمكة . لصاحبه : هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه . سكينتهُ : أي طمأنينته . كلمة الذين كفروا : هي الدعوة إلى الشرك . السفلى : أي مغلوبة هابطة لا يسمع لها صوت . وكلمة الله هي العليا : أي دعوة التوحيد ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) هي العليا الغالبة الظاهرة . معنى الآيات : هذه الآيات نزلت في غزوة تبوك فقد بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن هرقل ملك الروم قد جمع جموعه لحرب الرسول صلى الله عليه وسلم ، فأعلن النبي صلى الله عليه وسلم التعبئة العامة ، وكان الزمن صيفاً حاراً وبالبلاد جدب ومجاعة ، وكان ذلك في شوال من سنة تسع ، وسميت هذه الغزوة بغزوة العسرة فاستحثَّ الربّ تبارك وتعالى المؤمنين ليخرجوا مع نبيهم لقتال أعدائه الذين عزموا على غزوه في عقر داره فأنزل تعالى قوله { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ ٱنفِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } والقائل هو رسول الله صلى الله عليه وسلم { ٱنفِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } أي اخرجوا للجهاد { فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } أي لأجل رضاه سبحانه وتعالى وما عنده من نعيم مقيم . وقوله { مَا لَكُمْ } أي أي شيء يجعلكم لا تنفرون ؟ وأنتم المؤمنون طلاب الكمال والإِسعاد في الدارين ، وقوله { ٱثَّاقَلْتُمْ إِلَى ٱلأَرْضِ } أي تباطأتم عن الخروج راضين ببقائكم في دوركم وبلادكم . { أَرَضِيتُمْ بِٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا مِنَ ٱلآخِرَةِ } ؟ ينكر تعالى على من هذه حاله منهم ، ثم يقول لهم { فَمَا مَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } أي ما كل ما يوجد فيها من متع على اختلافها بالنسبة إلى ما في الآخرة من نعيم مقيم في جوار رب العالمين { إِلاَّ قَلِيلٌ } تافه لا قيمة له ؛ فكيف تؤثرون القليل على الكثير والفاني على الباقي . ثم قال لهم { إِلاَّ تَنفِرُواْ } أي إن تخليتم عن نصرته صلى الله عليه وسلم وتركتموه يخرج إلى قتال الروم وحده { يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } . وفي هذا الخبر وعيد شديد اهتزت له قلوب المؤمنين . وقوله تعالى { إِلاَّ تَنصُرُوهُ } أي إن خذلتموه ولم تخرجوا معه في هذا الظرف الصعب فقد نصره الله تعالى في ظرف أصعب منه نصره في الوقت الذي أخرجه الذين كفروا { ثَانِيَ ٱثْنَيْنِ } أي هو وأبو بكر لا غير ، { إِذْ هُمَا فِي ٱلْغَارِ } أي غار ثور ، { إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ } : لما قال لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا يا رسول الله ، { لاَ تَحْزَنْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ } فسكنت نفسه واطمأن وذهب الخوف من قلبه ، { وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } وهي دعوتهم إلى الشرك جعلها { ٱلسُّفْلَىٰ } مغلوبة هابطة { وَكَلِمَةُ ٱللَّهِ } كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله { هِيَ ٱلْعُلْيَا } الغالبة الظاهرة { وَٱللَّهُ عَزِيزٌ } غالب لا يغالب { حَكِيمٌ } في تصرفه وتدبيره ، ينصر من أراد نصره بلا ممانع ويهزم من أراد هزيمته بلا مغالب . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - وجوب الخروج إلى الجهاد إذا دعا الإِمام بالدعوة العامة وهو ما يعرف بالتعبئة العامة أو النفير العام . 2 - يجب أن يكون النفير في سبيل الله لا في سبيلٍ غير سبيله تعالى . 3 - بيان حقارة الدنيا وضآلتها أمام الآخرة . 4 - وجوب نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم في دينه في أمته في سنته . 5 - شرف أبي بكر الصديق وبيان فضله . 6 - الإِسلام يعلو ولا يعلى عليه .