Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 84-92)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَقَالَ مُوسَىٰ يٰقَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِٱللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوۤاْ } ، يعني احترزوا ، { إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ } [ آية : 84 ] ، يعني إن كنتم مقرين بالتوحيد . { فَقَالُواْ عَلَىٰ ٱللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } [ آية : 85 ] ، يعني الذين كفروا ، يقول : ولا تعذبهم من أجلنا ، يقول : إن عذبتهم فلا تجعلنا لهم فتنة . { وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ } [ آية : 86 ] . حدثنا عبيد الله ، قال : سمعت أبي ، عن الهذيل في قوله : { رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } ، قال : سمعت أبا صالح يقول : ربنا لا تظفرهم بنا ، فيظنوا أنهم على حق وأنَّا على باطل . قال : سمعته مرة أخرى يقول : لا تختبرنا ببلاء ، فيشمت بنا أعداؤنا من ذلك ، وعافنا منه . قال : وسمعته مرة أخرى يقول : لا تبسط لهم في الرزق وتفتنا بالفقر ، فنحتاج إليهم ، فيكون ذلك فتنة لنا ولهم . { وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا } بني إسرائيل ، { بِمِصْرَ بُيُوتاً } ، يعني مساجد ، { وَٱجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً } ، يقول : اجعلوا مساجدكم قبل المسجد الحرام ، { وَأَقِيمُواْ } في تلك البيوت { ٱلصَّلاَةَ } لمواقيتها ، { وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } [ آية : 87 ] . { وَقَالَ مُوسَىٰ رَبَّنَآ إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأَهُ زِينَةً } ، يعني الملك ، { وَأَمْوَالاً } ، يعني أنواع الأموال ، { فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ } ، يعني إنما أعطيتهم ليشكروا ولا يكفروا بدينك ، قال موسى : { رَبَّنَا ٱطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ } ، قال هارون : آمين ، { وَٱشْدُدْ } ، يعني اختم { عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ } ، قال هارون : آمين ، { فَلاَ يُؤْمِنُواْ } ، يعني فلا يصدقوا ، { حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } [ آية : 88 ] ، فإذا رأوا العذاب الأليم آمنوا ، ولم يغن عنهم شيئاً . { قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَّعْوَتُكُمَا فَٱسْتَقِيمَا } إلى الله ، فصار الداعي والمؤمن شريكين ، { وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ } ، يعني طريق { ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } [ آية : 89 ] بأن الله وحده لا شريك له ، يعني أهل مصر . { وَجَاوَزْنَا بِبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ ٱلْبَحْرَ } بيان ذلك في طه : { فَٱضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي ٱلْبَحْرِ يَبَساً لاَّ تَخَافُ دَرَكاً وَلاَ تَخْشَىٰ } [ طه : 77 ] ، لا تخاف أن يدركك فرعون ، ولا تخشى أن تغرق ، { فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً } ظلماً ، { وَعَدْواً } ، يعني اعتداء { حَتَّىٰ إِذَآ أَدْرَكَهُ ٱلْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ } ، يعني صدقت ، وذلك حين غشيه الموت ، { أَنَّهُ لاۤ إِلِـٰهَ إِلاَّ ٱلَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنوۤاْ إِسْرَائِيلَ } ، يعني بالذى صدقت به بنو إسرائيل من التوحيد ، { وَأَنَاْ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } [ آية : 90 ] . فأخبر جبريل ، عليه السلام ، كفاً من حصباء البحر ، فجعلها في فيه ، فقال : { آلآنَ } عن الموت تؤمن ، { وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ } ، أي قبل نزول العذاب ، { وَكُنتَ مِنَ ٱلْمُفْسِدِينَ } [ آية : 91 ] ، يعني من العاصين . { فَٱلْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ } ، وذلك أنه لما غرق القوم ، قالت بنو إسرائيل : إنهم لم يغرقوا ، فأوحى الله إلى البحر فطفا بهم على وجهه ، فنظرواإلى فرعون على الماء ، فمنذ يومئذ إلى يوم القيامة تطفوا الغرقى على الماء ، فذلك قوله : { لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً } ، يعني لمن بعدك إلى يوم القيامة آية ، يعني علماً ، { وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلنَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا } ، يعني عجائبنا وسلطاننا { لَغَافِلُونَ } [ آية : 92 ] ، يعني لاهون .