Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 93-100)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلَقَدْ بَوَّأْنَا } ، يعني أنزلنا { بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ } ، منزل صدق ، وهو بيت المقدس ، { وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ } ، يعني المطر والنبت ، { فَمَا ٱخْتَلَفُواْ } ، يعني أهل التوراة والإنجيل في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، { حَتَّىٰ جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ } ، حتى بعثه الله عز وجل ، فلما بعث كفروا به وحسدوه ، { إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } آية : 93 ] . { فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ } يا محمد { مِّمَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ فَاسْأَلِ ٱلَّذِينَ يَقْرَءُونَ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ } ، عبد الله بن سلام وأصحابه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك : " لا أشك ، ولا أسأل بعد ، أشهد أنه الحق من عند الله " ، { لَقَدْ جَآءَكَ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ } [ آية : 94 ] ، يعني من المشركين في القرآن بأنه جاء من الله تعالى . ثم حذر النبي صلى الله عليه وسلم وأوعز إليه حين قالوا : إنما يلقنه الري على لسانه ، فقال : { وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } ، يعني القرآن كما كذب به كفار مكة ، { فَتَكُونَ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ } [ آية : 95 ] . ثم قال : { إِنَّ ٱلَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ } ، يعني وجبت عليهم كلمة العذاب ، يقول : أي سبقت لهم الشقاوة من الله عز وجل في علمه ، { لاَ يُؤْمِنُونَ } [ آية ، 96 ] ، يعني لا يصدقون . { وَلَوْ جَآءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } [ آية : 97 ] كما سألوا في بني إسرائيل { حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ ٱلأَرْضِ يَنْبُوعاً … } [ الإسراء : 90 - 93 ] إلى آخر الآيات ، وكقوله : { فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ ٱلْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ } [ هود : 116 ] قال : كل شىء في القرآن فلولا : فهلا ، إلا ما في يونس وهود . { فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَآ إِيمَانُهَا } الإيمان عند نزول العذاب ، { إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ آمَنُواْ } ، يعني صدقوا وتابوا ، وذلك أن قوم يونس ، عليه السلام ، لما نظروا إلى العذاب فوق رءوسهم على قدر ميل ، وهم في قرية تسمى نينوى من أرض الموصل تابوا ، فلبس المسوح بعضهم ، ونثروا الرماد على رءوسهم ، وعزلوا الأمهات من الأولاد ، والنساء من الأزواج ، ثم عجوا إلى الله ، فكشف الله عنهم العذاب ، { كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ ٱلخِزْيِ فِي ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ } [ آية : 98 ] ، إلى منتهى آجالهم ، فأخبرهم يا محمد أن التوبة لا تنفعهم عند نزول العذاب . { وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي ٱلأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ ٱلنَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ } [ آية : 99 ] ، هذا منسوخ ، نسختها آية السيف في براءة . ثم دل على نفسه بصنعه ليعتبروا فيوحدوه ، فقال : { وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ } ، يعني أن تصدق بتوحيد الله حتى يأذن الله في ذلك ، { وَيَجْعَلُ ٱلرِّجْسَ } ، يعني الإثم ، { عَلَى ٱلَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ } [ آية : 100 ] .