Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 41-49)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَقَالَ ٱرْكَبُواْ فِيهَا } في السفينة { بِسْمِ ٱللَّهِ } إذا ركبتموها ، فقولوا : بسم الله { مَجْرَاهَا } حين تجري ، { وَمُرْسَاهَا } حين تحبس ، { إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ } للذنوب ، { رَّحِيمٌ } [ آية : 41 ] بنا حين نجانا من العذاب . { وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَٱلْجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ٱبْنَهُ } كنعان سبع مرات ، وكان ابنه من صلبه ، { وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ } كان معتزلاً عنه ، { يٰبُنَيَّ ٱرْكَبَ مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ ٱلْكافِرِينَ } [ آية : 42 ] فتغرق معهم . { قَالَ } ابنه { سَآوِيۤ } ، يعني سأنضم ، { إِلَىٰ جَبَلٍ } أصعده { يَعْصِمُنِي } ، يعني يمنعني { مِنَ } غرق { ٱلْمَآءِ قَالَ } نوح : { لاَ عَاصِمَ ٱلْيَوْمَ } ، يعني لا مانع اليوم { مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ } ، يعني به الغرق ، ثم استثنى ، فقال : { إِلاَّ مَن رَّحِمَ } ربي ، يقول : من عصم من المؤمنين فركب معى في السفينة ، فإنه لن يغرق ، يقول الله تعالى : { وَحَالَ } ، يعني وحجز { بَيْنَهُمَا ٱلْمَوْجُ } ، يعني بين نوح وابنه كنعان ، { فَكَانَ مِنَ ٱلْمُغْرَقِينَ } [ آية : 43 ] ، وغضب الله على كنعان حين ظن أن الجبل يمنعه من الله فلا يغرق . { وَقِيلَ يٰأَرْضُ ٱبْلَعِي مَآءَكِ } بعدما غرقتهم أجمعين ، فابتلعت الأرض ما خرج منها من الماء ، { وَيٰسَمَآءُ أَقْلِعِي } ، يعني أمسكي ، قال : فلم تقع قطرة ، { وَغِيضَ ٱلْمَآءُ } ، يعني ونقص الماء وطهرت الجبال ، { وَقُضِيَ ٱلأَمْرُ } ، يعني العذاب بالغرق على الكافرين فغرقوا ، { وَٱسْتَوَتْ } السفينة { عَلَى ٱلْجُودِيِّ } شهراً ، وهو جبل قريب من الموصل ؛ لأن الجبال تطاولت وتواضع الجودي ، { وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } [ آية : 44 ] ، يعني المشركين ، يعني بالبعد الهلاك . { وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ } ، يعني دعا نوح ربه ، فيها تقديم ، { فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ٱبُنِي مِنْ أَهْلِي } الذين وعدتني أن تنجيهم من الغرق ، { وَإِنَّ وَعْدَكَ ٱلْحَقُّ } ، يعني الصدق ، ولا خلاف له في النجاة ، { وَأَنتَ أَحْكَمُ ٱلْحَاكِمِينَ } [ آية : 45 ] ، يعني خير الحاكمين لا تجور في القضاء . { قَالَ } الله تعالى : { يٰنُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ } الذين وعدتك أن أنجيهم ، { إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ } ، يعني عمل شركاً ، { فَلاَ تَسْأَلْنِـي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّيۤ أَعِظُكَ } ، يعني أؤدبك { أَن تَكُونَ مِنَ ٱلْجَاهِلِينَ } [ آية : 46 ] لسؤالك إياي . { قَالَ رَبِّ إِنِّيۤ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ } بعد النهي { مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي } ذنبي ، يعني مقالي ، { وَتَرْحَمْنِيۤ } فلا تعذبني ، { أَكُن مِّنَ ٱلْخَاسِرِينَ } [ آية : 47 ] في العقوبة . { قِيلَ يٰنُوحُ ٱهْبِطْ } من السفينة { بِسَلاَمٍ مِّنَّا } ، فسلمه الله ومن معه من الغرق ، ثم قال : { وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ } في السفينة ، يعني بالبركة أنهم توالدوا وكثروا بعدما خرجوا من السفينة ، ثم قال : { وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ } في الدنيا إلى آجالهم ، { ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِّنَّا } يقول : يصيبهم منا { عَذَابٌ أَلِيمٌ } [ آية : 48 ] ، يعني وجيع ، يعني بالأمم قوم هود ، وصالح ، وإبراهيم ، ولوط ، وشعيب ، الذين أهلكهم الله في الدنيا بالعذاب بعد قوم نوح . ثم قال : { تِلْكَ } القصة { مِنْ أَنْبَآءِ } ، يعني من أحاديث { ٱلْغَيْبِ } غاب عنك ، لم تشهدها يا محمد ، ولم تعلمها إلا بوحينا ، { نُوحِيهَآ إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَآ أَنتَ } يا محمد { وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـٰذَا } القرآن حتى أعلمناك أمرهم في القرآن ، يعني الأمم الخالية قوم نوح ، وهود وصالح ، وغيرهم ، { فَٱصْبِرْ } على تكذيب كفار مكة ، وعلى أذاهم { إِنَّ ٱلْعَاقِبَةَ } ، يعني الجنة { لِلْمُتَّقِينَ } [ آية : 49 ] الشرك .