Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 91-99)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالُواْ يٰشُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ } ، يعني ما نعقل ، { كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ } لنا من التوحيد ، ومن وفاء الكيل والميزان ، { وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً } ، يعني ذليلاً لا قوة لك ولا حيلة ، { وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ } ، يعني عشيرتك وأقرباءك لقتلناك ، { وَمَآ أَنتَ عَلَيْنَا } ، يعني عندنا { بِعَزِيزٍ } [ آية : 91 ] ، يعني بعظيم ، مثل قول السحرة : { بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ } [ الشعراء : 44 ] ، يعنون بعظمة فرعون ، يقولون : أنت علينا هين . { قَالَ يٰقَوْمِ أَرَهْطِيۤ أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ ٱللَّهِ } ، يعني أعظم عندكم من الله عز وجل : { وَٱتَّخَذْتُمُوهُ وَرَآءَكُمْ ظِهْرِيّاً } ، يقول : أطعتم قومكم ونبذتم الله وراء ظهوركم ، فلم تعظموه ، فمن لم يوحده لم يعظمه ، { إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } [ آية : 92 ] ، يعني من نقصان الكيل والميزان ، يعني أحاط علمه بأعمالكم . { وَيٰقَوْمِ ٱعْمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ } هذا وعيد ، يعني على جديلتكم التي أنتم عليها ، { إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ } ، هذا وعيد ، { مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ } ، يعني يذله ، { وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ } بنزول العذاب بكم أنا أو أنتم ، لقولهم : ليس بنازل بنا { وَٱرْتَقِبُوۤاْ إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ } [ آية : 93 ] يعني أنتظروا العذاب ، فإنى منتظر بكم العذاب في الدنيا . { وَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا } ، يعني قولنا في العذاب ، { نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا } ، يعني بنعمة منا عليهم ، { وَأَخَذَتِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ } ، يعني صيحة جبريل ، عليه السلام ، { فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ } [ آية : 94 ] ، يعني في منازلهم موتى . { كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَآ } ، يعني كأن لم يكونوا في الدنيا قط ، { أَلاَ بُعْداً لِّمَدْيَنَ } في الهلاك ، { كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ } [ آية : 95 ] كما هلكت ثمود ؛ لأن كل واحدة ، منهما هلكت بالصيحة ، فمن ثم اختص ذكر ثمود من بين الأمم . { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا } ، يعني اليد والعصى ، { وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } [ آية : 96 ] . { إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ } ، يعني أشراف قومه ، { فَٱتَّبَعُوۤاْ أَمْرَ فِرْعَوْنَ } في المؤمن حين قال : { مَآ أُرِيكُمْ إِلاَّ مَآ أَرَىٰ } [ غافر : 29 ] ، فأطاعوا فرعون في قوله ، يقول الله عز وجل : { وَمَآ أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ } [ آية : 97 ] لهم ، يعني بهدى . { يَقْدُمُ قَوْمَهُ } القبط { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } ، يعني فرعون قائدهم إلى النار ، ويتبعونه كما يتبعونه في الدنيا ، { فَأَوْرَدَهُمُ ٱلنَّارَ } فأدخلهم ، { وَبِئْسَ ٱلْوِرْدُ ٱلْمَوْرُودُ } [ آية : 98 ] المدخل المدخول . { وَأُتْبِعُواْ فِي هَـٰذِهِ لَعْنَةً } ، يعني العذاب ، وهو الغرق ، { وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } لعنة أخرى في النار ، { بِئْسَ ٱلرِّفْدُ ٱلْمَرْفُودُ } [ آية : 99 ] ، فكأن اللعنتين أردفت إحداهما الأخرى .