Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 84-90)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَإِلَىٰ مَدْيَنَ } ، وهو ابن إباراهيم خليل الرحمن ، وشعيب بن نويب بن مدين بن إبراهيم ، { وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ } ، يعني أرسلنا ، { أَخَاهُمْ شُعَيْباً } ، وليس بأخيهم في الدين ، ولكن في النسب ، { قَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ } ، يعني وحدوا الله ، { مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ } ، يقول : ليس لكم رب غيره ، { وَلاَ تَنقُصُواْ ٱلْمِكْيَالَ وَٱلْمِيزَانَ } إذا كلتم ووزنتم ، { إِنِّيۤ أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ } ، يعني موسرين في نعمة ، { وَإِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ } ، في الدنيا ، { عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ } [ آية : 84 ] ، يعني أحاط بهم العذاب ، فلم ينج منهم أحد . { وَيٰقَوْمِ أَوْفُواْ ٱلْمِكْيَالَ وَٱلْمِيزَانَ بِٱلْقِسْطِ } ، يعني بالعدل ، { وَلاَ تَبْخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشْيَآءَهُمْ } ، يعني ولا تنقصوا الناس حقوقهم ، { وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ } [ آية : 85 ] ، يقول : لا تعملوا فيها المعاصي ، يعني بالفساد نقصان الكيل والميزان . { بَقِيَّةُ ٱللَّهِ } ، يعني ثواب الله في الآخرة ، { خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } ، يعني لو كنتم مؤمنين بالله عز وجل ، لكان ثوابه خير لكم من نقصان الكيل والميزان ، كقوله : { مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ بَاقٍ } [ النحل : 96 ] ، يعني ثوابه باق ، { وَمَآ أَنَاْ عَلَيْكُمْ } ، يعني على أعمالكم { بِحَفِيظٍ } [ آية : 86 ] ، يعني برقيب ، والله الحافظ لأعمالكم . { قَالُواْ يٰشُعَيْبُ أَصَلَوَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ } ، يعني أن نعتزل { مَا } كان { يَعْبُدُ ءابَاؤُنَآ } ، وكانوا يعبدون الأوثان ، { أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِيۤ أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ } ، يعنون إن شئنا نقصنا الكيل والميزان ، وإن شئنا وفينا ، { إِنَّكَ لأَنتَ ٱلْحَلِيمُ } ، يعنون السفيه ، { ٱلرَّشِيدُ } [ آية : 87 ] ، يعنون الضال ، قالوا ذلك لشعيب استهزاء . { قَالَ يٰقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً } ، يعني الإيمان ، وهو الهدى ، { وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَآ أَنْهَاكُمْ عَنْهُ } ، يعني وما أريد أن أنهاكم عن أمر ، ثم أركبه ، لقولهم لشعيب في الأعراف : { أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا } [ الأعراف : 88 ] . ثم قال : { إِنْ أُرِيدُ } ، يعني ما أريد { إِلاَّ ٱلإِصْلاَحَ مَا ٱسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِيۤ } في الإصلاح بالخير { إِلاَّ بِٱللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ } ، يقول : به وثقت ، لقولهم : { لَنُخْرِجَنَّكَ يٰشُعَيْبُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَآ } [ الأعراف : 88 ] ، { وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } [ آية : 88 ] ، وإليه المرجع بعد الموت . { وَيٰقَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِيۤ } ، يقول : لا تحملنكم عداوتي { أَن يُصِيبَكُم } من العذاب في الدنيا { مِّثْلُ مَآ أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ } من الغرق ، { أَوْ قَوْمَ هُودٍ } من الريح ، { أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ } من الصيحة ، { وَمَا قَوْمُ لُوطٍ } ، أي ما أصابهم من الخسف والحصب { مِّنكُم بِبَعِيدٍ } [ آية : 89 ] ، كان عذاب قوم لوط أقرب العذاب إلى قوم شعيب من غيرهم . { وَٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ } من الشرك ، { ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ } منها { إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ } لمن تاب وأطاعه ، { وَدُودٌ } [ آية : 90 ] ، يعني مجيب .