Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 30-30)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ كَذَلِكَ } ، يعني هكذا { أَرْسَلْنَاكَ فِيۤ أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَآ أُمَمٌ } ، يعني قد مضت قبل أهل مكة ، يعني الأمم الخالية ، { لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ ٱلَّذِيۤ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ } ، يعني لتقرأ عليهم القرآن ، { وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِٱلرَّحْمَـٰنِ } ، نزلت يوم الحديبية ، حين صالح النبي صلى الله عليه وسلم أهل مكة ، فكتبوا بينهم كتاباً ، وولى الكتاب علي بن أبى طالب ، فكتب : بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال سهيل بن عمرو القرشي : ما نعرف الرحمن إلا مسيلمة ، ولكن اكتب : باسمك اللهم ، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يكتب : باسمك اللهم ، ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم : " اكتب : هذا ما صالح عليه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل مكة " ، فقالوا : ما نعرف أنك رسول الله ، لقد ظلمناك إذاً إن كنت رسول الله ، ثم نمنعك عن دخول المسجد الحرام ، ولكن اكتب : هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله . فغضب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : دعنا نقاتلهم ، فقال : " لا " ، ثم قال لعلي : " اكتب الذى يريدون ، أما أن لك يوماً مثله " ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أنا محمد بن عبد الله ، وأشهد أنى رسول الله " ، فكتب : هذا صالح محمد بن عبد الله أهل مكة ، على أن ينصرف محمد من عامه هذا ، فإذا كان القابل دخل مكة ، فقضى عمرته وخلى أهل مكة بينه وبين مكة ثلاث ليال ، فأنزل الله تعالى في قول سهيل وصاحبيه مكرز بن حفص بن الأحنف ، وحويطب بن عبد العزى ، كلهم من قريش حين قالوا : ما نعرف الرحمن ، إلا مسيلمة ، فقال تعالى : { وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِٱلرَّحْمَـٰنِ } . { قُلْ هُوَ رَبِّي } يا محمد قول : الرحمن الذى يكفرون به هو ربي ، { لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ } ، يقول : به أثق ، { وَإِلَيْهِ مَتَابِ } [ آية : 30 ] ، يعني التوبة ، نظيرها في الفرقان : { فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى ٱللَّهِ مَتاباً } [ الفرقان : 71 ] .