Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 31-31)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ ٱلْجِبَالُ } ، وذلك " أن أبا جهل بن هشام المخزومي ، قال لمحمد صلى الله عليه وسلم : سير لنا بقرآنك هذا الجبل عن مكة ، فإنها أرض ضيقة ، فتتسع فيها ، ونتخذ فيها المزارع والمصانع ، كما سخرت لداود ، عليه السلام ، إن كنت نبياً كما تزعم ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا أطيق ذلك " ، قال أبو جهل : فلا عليك ، فسخر لنا هذه الريح فنركبها إلى الشام ، فنقضى ميرتنا ، ثم نرجع من يومنا ، فقد شق علينا طول السفر ، كما سخرت لسليمان كما زعمت ، فلست بأهون على الله من سليمان ، إن كنت نبياً كما تزعم ، وكان يركبها سليمان وقومه غدوة ، فيسير مسيرة شهر ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا أطيق ذلك " . قال أبو جهل : فلا عليك ، ابعث لنا رجلين أو ثلاثة ممن مات من آبائنا ، منهم قصى بن كلاب ، فإنه كان شيخاً صدوقاً ، فنسأله عما أمامنا مما تخبرنا أنه كائن بعد الموت أحق ما تقول أم باطل ؟ فقد كان عيسى يفعل ذلك بقومه كما زعمت ، فلست بأهون على الله من عيسى إن كنت نبياً كما تزعم ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ليس إلى ذلك " ، قال أبو جهل : فإن كنت غير فاعل ، فلا ألفينك تذكر آلهتنا بسوء " ، فأنزل الله تعالى : { وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ ٱلْجِبَالُ } { أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ ٱلأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ ٱلْمَوْتَىٰ } ، يقول : لو أن قرآناً فعل ذلك به قبل هذا القرآن ، لفعلناه بقرآن محمد ، عليه السلام ، ولكنه شيء أعطيه رسلى . فذلك قوله : { بَل للَّهِ ٱلأَمْرُ جَمِيعاً } ، يقول : بل جميع ذلك الأمر كان من الله ليس من قبل القرآن ، { أَفَلَمْ يَيْأَسِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَن لَّوْ يَشَآءُ ٱللَّهُ لَهَدَى ٱلنَّاسَ جَمِيعاً وَلاَ يَزَالُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } من أهل مكة ، { تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ } ، يقول : تصيبهم بما كفروا بالله بائقة ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يزال يبعث سراياه ، فيغيرون حول مكة ، فيصيبون من أنفسهم ، ومواشيهم ، وأنعامهم ، فيها تقديم ، ثم قال : { أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ } ، يقول : أو تنزل يا محمد بحضرتهم يوم الحديبية قريبين ، { حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ ٱللَّهِ } في فتح مكة ، وكان الله تعالى وعد النبي صلى الله عليه وسلم أن يفتح عليه مكة ، فذلك قوله : { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ } [ آية : 31 ] .