Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 32-34)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلَقَدِ ٱسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ } من الرسل قبل محمد صلى الله عليه وسلم ، أخبروا قومهم بنزول العذاب عليهم في الدنيا ، فكذبوهم واستهزءوا منهم بأن العذاب ليس بنازل بهم ، فلما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم كفار مكة استهزءوا منه ، فأنزل الله تعالى يعزي نبيه ، عليه السلام ، ليصبر على تكذيبهم إياه بالعذاب ، { وَلَقَدِ ٱسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ } { فَأَمْلَيْتُ } ، يعني فأمهلت { لِلَّذِينَ كَفَرُواْ } ، فلم أعجل عليهم بالعقوبة ، { ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ } بالعذاب { فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ } [ آية : 32 ] ، يعني عذاب ، أليس وجدوه حقاً ؟ . { أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ } من خير وشر ، يقول : الله قائم على كل بر وفاجر ، على الله رزقهم وطعامهم ، { وَجَعَلُواْ للَّهِ شُرَكَآءَ } ، يعني وصنعوا لله شبهاً ، وهو أحق أن يعبد من غيره ، { قُلْ } لهم يا محمد : { سَمُّوهُمْ } ، يقول : ما أسماء هؤلاء الشركاء ، وأين مستقرهم ، يعني الملائكة ؛ لأنهم عبدوهم ، ويقال : الأوثان ، ولو سموهم لكذبوا . ثم قال : { أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي ٱلأَرْضِ } بأن معه شريكاً { أَم بِظَاهِرٍ مِّنَ ٱلْقَوْلِ } ، يقول : بل بأمر باطل كذب ، كقوله في الزخرف : { أَمْ أَنَآ خَيْرٌ مِّنْ هَـٰذَا } [ الزخرف : 52 ] ، يقول : أنا خير ، ثم قال : { بَلْ } ، يعني لكن ، { زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ } من أهل مكة { مَكْرُهُمْ } ، يعني قول الشرك ، { وَصُدُّواْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ } ، يعني وصدوا الناس عن السبيل ، يعني دين الله الإسلام ، { وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ } ، يقول : ومن يضله الله ، { فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } [ آية : 33 ] إلى دينه . { لَّهُمْ عَذَابٌ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } ، يعني القتل ببدر ، { وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَشَقُّ } مما أصابهم من القتل ببدر ، وضرب الملائكة الوجوه والأدبار ، وتعجيل أرواحهم إلى النار ، { وَمَا لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن وَاقٍ } [ آية : 34 ] ، يعني يقي العذاب عنهم .