Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 5-7)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِن تَعْجَبْ } يا محمد بما أوحينا إليك من القرآن ، كقوله في الصافات ، { بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ } [ الصافات : 12 ] ، ثم قال : { فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ } ، يعني كفار مكة ، يقول : لقولهم عجب ، فعجبه من قولهم ، يعني ومن تكذيبهم بالبعث حين قالوا : { أَإِذَا كُنَّا تُرَاباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ } ، تكذيباً بالبعث ، ثم نعتهم ، فقال : { أُوْلَـٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ ٱلأَغْلاَلُ فِيۤ أَعْنَاقِهِمْ وَأُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدونَ } [ آية : 5 ] لا يموتون . { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ } ، وذلك أن النضر بن الحارث قال : { ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ أَوِ ٱئْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [ الأنفال : 32 ] ، فقال الله عز وجل : { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ } ، يعني النضر بن الحارث ، { بِٱلسَّيِّئَةِ قَبْلَ ٱلْحَسَنَةِ } ، يعني بالعذاب قبل العافية ، كقول صالح لقومه : { لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِٱلسَّيِّئَةِ } [ النمل : 46 ] ، يعني بالعذاب { قَبْلَ ٱلْحَسَنَةِ } [ النمل : 46 ] ، يعني العافية ، { وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ } ، يعني أهل مكة ، { ٱلْمَثُلاَتُ } ، يعني العقوبات في كفار الأمم الخالية فسينزل بهم ما نزل بأوائلهم . ثم قال : { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ } ، يعني ذو تجاوز ، { لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ } يعني على شركهم بالله في تأخير العذاب عنهم إلى وقت ، يعني الكفار ، فإذا جاء الوقت عذبناهم بالنار ، فذلك قوله : { وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } [ آية : 6 ] إذا عذب وجاء الوقت ، نظيرها في حم السجدة . { وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بتوحيد الله : { لَوْلاۤ } ، يعني هلا { أُنزِلَ عَلَيْهِ } ، على محمد ، { آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ } محمد ، يقول الله : { إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ } يا محمد هذه الأمة ، وليست الآية بيدك ، { وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } [ آية : 7 ] ، يعني لكل قوم فيما خلا داع مثلك يدعو إلى دين الله ، يعني الأنبياء .