Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 8-11)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَىٰ } من ذكر وأنثى ، كقوله في لقمان ، { وَيَعْلَمُ مَا فِي ٱلأَرْحَامِ } [ لقمان : 34 ] سوياً أو غير سوي ، ذكراً أو أنثى ، ثم قال : { وَمَا تَغِيضُ } ، يعني وما تنقص { ٱلأَرْحَامُ } ، كقوله : { وَغِيضَ الْمَاء } [ هود : 44 ] ، يعني ونقص الماء ، يعني وما تنقص الأرحام من الأشهر التسعة ، { وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ } من تمام الولد والزيادة في بطن أمه ، { عِندَهُ بِمِقْدَارٍ } [ آية : 8 ] ، يعني قدر خروج الولد من بطن أمه ، وقدر مكنه في بطنها إلى خروجه ، فإنه يعلم ذلك كله . ثم قال : { عَالِمُ ٱلْغَيْبِ } ، يعني غيب الولد في بطن أمه ، ويعلم غيب كل شىء ، { وَٱلشَّهَادَةِ } ، يعني شاهد الولد وغيره ، يقول الله : إذا علمت هذا ، فأنا { ٱلْكَبِيرُ ٱلْمُتَعَالِ } [ آية : 9 ] ، يعني العظيم ، لا أعظم منه ، الرفيع فوق خلقه . { سَوَآءٌ مِّنْكُمْ مَّنْ أَسَرَّ } عند الله ، { ٱلْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ } ، يعني بالقول ، { وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِٱلْلَّيْلِ وَسَارِبٌ بِٱلنَّهَارِ } [ آية : 10 ] ، يقول : من هو مستخف بالمعصية في ظلمة الليل ، ومنتشر بتلك المعصية بالنهار معلن بها ، فعلم ذلك كله عند الله تعالى سواء . ثم قال لهذا الإنسان المستخفي بالليل ، السارب بالنهار مع علمي بعمله { لَهُ مُعَقِّبَاتٌ } من الملائكة ، { مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ } ، يعني بأمر الله من الإنس والجن مما لم يقدر أن يصيبه حتى تسلمه المقادير ، فإذا أراد الله أن يغير ما به لم تغن عنه المعقبات شيئاً ، ثم قال : { إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ } من النعمة ، { حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ } ، يعني كفار مكة ، نظيرها من الأنفال : { ذٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ … } [ الأنفال : 53 ] إلى آخر الآية . والنعمة أنه بعث فيهم رسولاً من أنفسهم ، وأطعمهم من جوع ، وآمنهم من خوف ، فغيروا هذه النعمة ، فغير الله ما بهم ، فذلك قوله : { وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوۤءًا } ، يعني بالسوء العذاب ، { فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ } [ آية : 11 ] ، يعني ولي يرد عنهم العذاب .