Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 23-26)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَأُدْخِلَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } ، يعني صدقوا بتوحيد الله عز وجل : { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } ، وأدوا الفرائض ، { جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ } ، يعني تجري العيون من تحت بساتينها ، { خَالِدِينَ فِيهَا } لا يموتون ، { بِإِذْنِ رَبِّهِمْ } ، يعني بأمر ربهم ادخلوا الجنة ، { تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ } [ آية : 23 ] ، يقول : تسلم الملائكة عليهم في الجنة . { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً } ، يعني حسنة ، يعني كلمة الإخلاص ، وهي التوحيد ، { كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ } ، يعني بالطيبة الحسنة ، كما أنه ليس في الكلام شيء أحسن ولا أطيب من الإخلاص ، قول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، فكذلك ليس في الثمار شيء أحلى ولا أطيب من الرطبة ، وهى النخلة ، { أَصْلُهَا ثَابِتٌ } في الأرض ، { وَفَرْعُهَا } ، يعني رأسها ، { فِي ٱلسَّمَآءِ } [ آية : 24 ] ، يقول : هكذا الإخلاص ينبت في قلب المؤمن ، كما تنبت النخلة في الأرض ، إذا تكلم بها المؤمن ، فإنها تصعد إلى السماء ، كما أن النخلة رأسها في السماء ، كما أن النخلة لها فضل على الشجر في الطول ، والطيب ، والحلاوة ، فكذلك كلمة الإخلاص لها فضل على سائر الكلام . { تُؤْتِيۤ أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ } ، يقول : إن النخلة تؤتى ثمرها كل ستة أشهر ، { بِإِذْنِ رَبِّهَا } ، يعني بأمر ربها ، فهكذا المؤمن يتكلم بالتوحيد ، ويعمل الخير ليلاً ونهاراً ، غدوة وعشياً ، بمنزلة النخلة ، وهذا مثل المؤمن ، ثم قال سبحانه : { وَيَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلأَمْثَالَ لِلنَّاسِ } ، يعني ويصف الله الأشياء للناس ، { لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } [ آية : 25 ] ، أي يتفكرون في أمثال الله تعالى ، فيوحدونه . ثم ضرب مثلاً آخر للكافرين ، فقال سبحانه : { وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ } ، يعني دعوة الشرك ، { كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ } في المرارة ، يعني الحنظل ، { ٱجْتُثَّتْ } ، يعني انتزعت ، { مِن فَوْقِ ٱلأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ } [ آية : 26 ] ، يقول : ما لها من أصل ، فهكذا كلمة الكافر ليس لها أصل ، كما أن الحنظل أخبث الطعام ، فكذلك كلمة الكفر أخبث الدعوة ، وكما أن الحنظل ليس فيه ثمر ، وليس له بركة ولا منفعة ، فكذلك الكافر لا خير فيه ، ولا فرع له في السماء يصعد فيه عمله ، ولا أصل له في الأرض ، بمنزلة الحنظلة ، يذهب بها الريح ، وكذلك الكافر ، فذلك قوله سبحانه : { كَرَمَادٍ ٱشْتَدَّتْ بِهِ ٱلرِّيحُ } [ إبراهيم : 18 ] ، هاجت يميناً وشمالاً ، مرة هاهنا ومرة هاهنا .