Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 9-12)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

خوف كفار مكة بمثل عذاب الأمم الخالية لئلا يكذبوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، فقال سبحانه : { أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ } ، يعني حديث ، { ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ } من الأمم حديث { قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَٱلَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ } من الأمم التى عذبت ، عاد ، وثمود ، وقوم إبراهيم ، وقوم لوط ، وغيرهم ، { لاَ يَعْلَمُهُمْ } ، يعني لا يعلم عدتهم أحد ، { إِلاَّ ٱللَّهُ } عز وجل ، { جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِٱلْبَيِّنَاتِ } ، يعني أخبرت الرسل قومهم بنزول العذاب بهم ، ، نظيرها في الروم : { وَجَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ } [ الروم : 9 ] ، يعني بنزول العذاب بهم في الدنيا . { فَرَدُّوۤاْ أَيْدِيَهُمْ فِيۤ أَفْوَاهِهِمْ } ، يقول : وضع الكفار أيديهم في أفواههم ، ثم قالوا للرسل : اسكتوا ، فإنكم كذبة ، يعنون الرسل ، وأن العذاب ليس بنازل بنا في الدنيا ، { وَقَالُوۤاْ } للرسل : { إِنَّا كَفَرْنَا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ } ، يعني بالتوحيد ، { وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَآ إِلَيْهِ مُرِيبٍ } [ آية : 9 ] ، يعني بالريبة أنهم لا يعرفون شكهم . { قَالَتْ } لهم { رُسُلُهُمْ أَفِي ٱللَّهِ شَكٌّ } ، يقول : أفي التوحيد لله شك ؟ { فَاطِرِ } ، يعني خالق ، { ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ يَدْعُوكُمْ } إلى معرفته ، { لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ } ، والمن هاهنا صلة ، كقوله سبحانه : { شَرَعَ لَكُم مِنَ الدِّينِ } [ الشورى : 13 ] ، { وَيُؤَخِّرَكُمْ } في عافية ، { إِلَىۤ أَجَلٍ مُّسَـمًّـى } ، يقول : إلى منتهى آجالكم ، فلا يعاقبكم بالسنين ، فردوا على الرسل ، { قَالُوۤاْ } لهم : { إِنْ أَنتُمْ } ، يعني ما أنتم ، { إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا } ، لا تفضلونا في شىء ، { تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا } ، يعني تمنعونا ، { عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَآؤُنَا } ، يعني دين آبائهم ، { فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } [ آية : 10 ] ، يعني بحجة بينة ، قالوا للرسل : ائتونا من عند الله بكتاب فيه حجة بأنكم رسله ، فإن أتيتمونا كان لكم حجة بأنكم رسله . { قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ } ، يعني ما نحن ، { إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَمُنُّ } يعني ينعم ، { عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ } ، فيخصه بالنبوة والرسالة ، { وَمَا كَانَ لَنَآ أَن نَّأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ } ، يعني بكتاب من الله بالرسالة ، { إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ } ، يعني إلا بأمر الله ، { وَعلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ } ، يقول : وبالله فليق ، { ٱلْمُؤْمِنُونَ } [ آية : 11 ] ، لقولهم للرسل لنخرجنكم من أرضنا . ثم قال سبحانه : { وَمَا لَنَآ أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى ٱللَّهِ } ، يعني وما لنا ألا نثق بالله ، { وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا } ، يعني لديننا ، { وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَآ آذَيْتُمُونَا وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ } [ آية : 12 ] ، يعني وبالله فليثق الواثقون .