Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 32-48)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالَ يٰإِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ } في السجود ، { مَعَ ٱلسَّاجِدِينَ } [ آية : 32 ] ، يعني الملائكة الذين سجدوا لآدم ، عليه السلام . { قَالَ لَمْ أَكُن لأَسْجُدَ لِبَشَرٍ } ، يعني آدم ، { خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ } ، يعني الطين { مِّنْ حَمَإٍ } ، يعني أسود ، { مَّسْنُونٍ } [ آية : 33 ] ، يعني منتن ، فأول ما خلق من آدم ، عليه السلام ، عجب الذنب ، ثم ركب فيه سائر خلقه ، وآخر ما خلق من آدم ، عليه السلام ، ، أظفاره ، وتأكل الأرض عظام الميت كلها ، غير عجب الذنب ، غير عظام الأنبياء ، عليهم السلام ، فإنها لا تأكلها الأرض ، وفى العجب يركب بنو آدم يوم القيامة . ثم { قَالَ فَٱخْرُجْ مِنْهَا } ، يعني من ملكوت السماء { فَإِنَّكَ رَجِيمٌ } [ آية : 34 ] ، يعني ملعون ، وهو إبليس . { وَإِنَّ عَلَيْكَ ٱللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلدِّينِ } [ آية : 35 ] . { قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ } آية : 36 ] ، يعني يبعث الناس بعد الموت ، يقول : أجلنى إلى يوم النفخة الثانية ، كقوله سبحانه : { فَنَظِرَةٌ إلَى مَيْسَرَةٍ } [ البقرة : 28 ] ، يعني فأجله إلى ميسرة . { قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ ٱلْمُنظَرِينَ } [ آية : 37 ] لا تموت . { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْوَقْتِ ٱلْمَعْلُومِ } [ آية : 38 ] ، يعني إلى أجل موقوت ، وهي النفخة الأولى ، وإنما أراد عدو الله الأجل إلى يوم يبعثون ؛ لئلا يذوق الموت ؛ لأنه قد علم أنه لا يموت بعد البعث . { قَالَ } إبليس : { رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي } ، يقول : أما إذا أضللتني ، { لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي ٱلأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ } [ آية : 39 ] ، يعني ولأضلنهم عن الهدى أجمعين . ثم استثنى عدو الله إبليس ، قال : { إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ ٱلْمُخْلَصِينَ } [ آية : 40 ] يعني أهل التوحيد ، وقد علم إبليس أن الله استخلص عباداً لدينه ، ليس له عليهم سلطان ، فذلك قوله سبحانه : { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ } [ الإسراء : 65 ] ، يعني مالك أن تضلهم عن الهدى ، { وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلاً } [ الإسراء : 65 ] ، يعني حرزاً ومانعاً لعباده . { قَالَ } الله تعالى : { هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ } ، يقول : هذا طريق الحق الهدى إلى ، { مُسْتَقِيمٌ } [ آية : 41 ] ، يعني الحق ، كقوله : { لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاس } [ البقرة : 143 ] ، يعني للناس ، نظيرها في هود ، قوله : { إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [ هود : 56 ] ، يعني المستقيم الحق المبين . ثم قال سبحانه : { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْغَاوِينَ } [ آية : 42 ] ، يعني من المضلين . { وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ } [ آية : 43 ] ، يعني كفار الجن والإنس ، وإبليس وذريته . { لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ } ، بعضها أسفل من بعض ، كل باب أشد حراً من الذي فوقه بسبعين جزءاً ، بين كل بابين سبعين سنة ، أولها جهنم ، ثم لظى ، ثم الحطمة ، ثم السعير ، ثم الجحيم ، ثم الهاوية ، ثم سقر ، { لِكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ } [ آية : 44 ] ، يعني عدد معلوم من كفار الجن والإنس ، يعني الباب الثانى يضعف على الباب الأول في شدة العذاب سبعين ضعفاً . { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ } الشرك ، { فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } [ آية : 45 ] ، يعني بساتين وأنهار جارية . { ٱدْخُلُوهَا بِسَلامٍ } ، سلم الله عز وجل لهم أمرهم ، وتجاوز عنهم ، نظيرها في الواقعة ، ثم قال : { آمِنِينَ } [ آية : 46 ] من الخوف . { وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ } ، يقول : أخرجنا ما في قلوبهم من الغش الذي كان في الدنيا بعضهم لبعض ، فصاروا متحابين ، { إِخْوَاناً عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ } [ آية : 47 ] في الزيارة ، يرى بعضهم بعضاً ، متقابلين على الأسرة يتحدثون . ثم أخبر عنهم سبحانه ، فقال : { لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ } ، يقول : لا تصيبهم فيها مشقة في أجسادهم ، كما كان في الدنيا ، { وَمَا هُمْ مِّنْهَا } ، من الجنة ، { بِمُخْرَجِينَ } [ آية : 48 ] أبداً ، ولا بميتين أبداً .