Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 85-93)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ } ، يقول : لم يخلقهما الله عز وجل باطلاً ، خلقهما لأمر هو كائن ، { وَإِنَّ ٱلسَّاعَةَ لآتِيَةٌ } ، يقول : القيامة كائنة ، { فَٱصْفَحِ ٱلصَّفْحَ ٱلْجَمِيلَ } [ آية : 85 ] ، يقول للنبي صلى الله عليه وسلم : فأعرض عن كفار مكة الإعراض الحسن ، فنسخ السيف الإعراض والصفح . { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلْخَلاَّقُ } لخلقه في الآخرة بعد الموت ، { ٱلْعَلِيمُ } [ آية : 86 ] ببعثهم . { وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ ٱلْمَثَانِي } ، يعني ولقد أعطيناك فاتحة الكتاب ، وهي سبع آيات ، { وَٱلْقُرْآنَ } كله مثاني ، ثم قال : { ٱلْعَظِيمَ } [ آية : 87 ] ، يعني سائر القرآن كله . { لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ } ، يعني أصنافاً منهم من المال ، { وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ } ، إن تولوا عنك ، { وَٱخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ } [ آية : 88 ] ، يقول : لين جناحك للمؤمنين ، فلا تغلظ لهم . { وَقُلْ } لكفار مكة : { إِنِّيۤ أَنَا ٱلنَّذِيرُ ٱلْمُبِينُ } [ آية : 89 ] من العذاب . قال سبحانه : { كَمَآ أَنْزَلْنَا عَلَى ٱلْمُقْتَسِمِينَ } [ آية : 90 ] ، فيها تقديم ، يقول : أنزلنا المثاني والقرآن العظيم ، كما أنزلنا التوراة والإنجيل على النصارى واليهود ، فهم المقتسمون ، فاقتسموا الكتاب ، فآمنت اليهود بالتوراة ، وكفروا بالإنجيل والقرآن ، وآمن النصارى بالإنجيل ، وكفروا بالقرآن والتوراة ، هذا الذى اقتسموا ، آمنوا ببعض ما أنزل إليهم من الكتاب ، وكفروا ببعض . ثم نعت اليهود والنصارى ، فقال سبحانه : { ٱلَّذِينَ جَعَلُواْ ٱلْقُرْآنَ عِضِينَ } [ آية : 91 ] ، جعلوا القرآن أعضاء ، كأعضاء الجزور ، فرقوا الكتاب ولم يجتمعوا على الإيمان بالكتب كلها ، فأقسم الله تعالى بنفسه للنبي صلى الله عليه وسلم . قال سبحانه : { فَوَرَبِّكَ } يا محمد صلى الله عليه وسلم ، { لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ } [ آية : 92 ] ، { عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [ آية : 93 ] من الكفر والتكذيب .