Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 115-119)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
بين ما حرم ، قال عز وجل : { إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةَ وَٱلْدَّمَ وَلَحْمَ ٱلْخَنْزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ } ، يعني وما ذبح { لِغَيْرِ ٱللَّهِ بِهِ } من الآلهة ، { فَمَنِ ٱضْطُرَّ } إلى شىء مما حرم الله عز وجل في هذه الآية ، { غَيْرَ بَاغٍ } يستحلها في دينه ، { وَلاَ عَادٍ } ، يعني ولا معتد لم يضطر إليه فأكله ، { فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ } لما أصاب من الحرام ، { رَّحِيمٌ } [ آية : 115 ] بهم حين أحل لهم عند الاضطرار . ثم عاب من حرم ما أحل الله عز وجل ، فقال سبحانه : { وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ } ، يعني لما تقول ، { أَلْسِنَتُكُمُ ٱلْكَذِبَ هَـٰذَا حَلاَلٌ وَهَـٰذَا حَرَامٌ } ، يعني ما حرموا للآلهة من الحرث والأنعام ، وما أحلوا منها ، { لِّتَفْتَرُواْ عَلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ } ، يعني يزعمون أن الله عز وجل أمرهم بتحريم الحرث والأنعام ، ثم خوفهم ، فقال سبحانه : { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ } ، بأنه أمر بتحريمه ، { لاَ يُفْلِحُونَ } [ آية : 116 ] في الآخرة ، يعني لا يفوزون . ثم استأنف ، فقال سبحانه : { مَتَاعٌ قَلِيلٌ } ، يتمتعون في الدنيا ، { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [ آية : 117 ] ، يقول : في الآخرة يصيرون إلى عذاب وجيع . ثم بين ما حرم على اليهود ، فقال سبحانه : { وَعَلَىٰ ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِن قَبْلُ } في سورة الأنعام ، قبل سورة النحل ، قال سبحانه : { وَعَلَى ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ ٱلْبَقَرِ وَٱلْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَآ إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ ٱلْحَوَايَآ } [ الأنعام : 146 ] ، يعني المبعر ، { أَوْ مَا ٱخْتَلَطَ } [ الأنعام : 146 ] من الشحم ، { بِعَظْمٍ } [ الأنعام : 146 ] ، فهو لهم حلال من قبل سورة النحل ، { وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ } بتحريمنا عليهم الشحوم واللحوم وكل ذى ظفر ، { وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } [ آية : 118 ] بقتلهم الأنبياء ، واستحلال الربا والأموال ، وبصدهم الناس عن دين الله عز وجل . { ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ ٱلسُّوۤءَ بِجَهَالَةٍ } ، نزلت في جبر غلام ابن الحضرمي ، أكره على الكفر بعد إسلامه ، وقلبه مطمئن بالإيمان ، يقول : راض بالإيمان ، فعمد النبي صلى الله عليه وسلم فاشتراه وحل وثاقه ، وتاب من الكفر وزوجه مولاة لبني عبد الدار ، فأنزل الله عز وجل فيه : { ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ ٱلسُّوۤءَ بِجَهَالَةٍ } ، فكل ذنب من المؤمن فهو جهل منه ، { ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ } السوء ، { وَأَصْلَحُوۤاْ } العمل ، { إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ } ، يعني من بعد الفتنة لغفور لما سلف من ذنوبهم ، { رَّحِيمٌ } [ آية : 119 ] بهم فيما بقي .