Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 111-114)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ } ، يعني تخاصم { عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّىٰ } ، يعني وتوفر ، { كُلُّ نَفْسٍ } ، بر وفاجر ، { مَّا عَمِلَتْ } في الدنيا من خير أو شر ، { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } [ آية : 111 ] في أعمالهم ، ولا تسأل الرجعة كل نفس في القرآن ، إلا كافرة . { وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً } ، يعني وصف الله شبهاً ، { قَرْيَةً } ، يعني مكة ، { كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً } ، أهلها من القتل والسبي ، { يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً } ، يعني ما شاءوا ، { مِّن كُلِّ مَكَانٍ } ، يعني من كل النواحي ، من اليمن ، والشام ، والحبش ، ثم بعث فيهم محمد صلى الله عليه وسلم رسولاً يدعوهم إلى معرفة رب هذه النعم وتوحيده جل ثناؤه ، فإنه من لم يوحده لا يعرفه ، { فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ ٱللَّهِ } حين لم يوحدوه ، وقد جعل الله لهم الرزق والأمن في الجاهلية ، نظيرها في القصص والعنكبوت قوله سبحانه : { يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ } [ القصص : 57 ] ، وقوله عز وجل في العنكبوت : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ ٱلنَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ } [ العنكبوت : 67 ] ، { فَأَذَاقَهَا ٱللَّهُ } في الإسلام ما كان دفع عنها في الجاهلية ، { لِبَاسَ ٱلْجُوعِ } سبع سنين ، { وَٱلْخَوْفِ } ، يعني القتل ، { بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ } [ آية : 112 ] ، يعني بما كانوا يعملون من الكفر والتكذيب . { وَلَقَدْ جَآءَهُمْ رَسُولٌ } ، يعني محمداً صلى الله عليه وسلم ، { مِّنْهُمْ } ، يعرفونه ولا ينكرونه ، { فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ ٱلْعَذَابُ } ، يعني الجوع سبع سنين ، { وَهُمْ ظَالِمُونَ } [ آية : 113 ] . { فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ } يا معشر المسلمين ما حرمت قريش ، وثقيف ، وخزاعة ، وبنو مدلج ، وعامر بن عبد مناة ، للآلهة من الحرث والأنعام ، { حَلالاً طَيِّباً وَٱشْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ } فيما رزقكم من تحليل الحرث والأنعام ، { إِن كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ } [ آية : 114 ] ، ولا تحرموا ما أحل الله لكم من الحرث والأنعام .