Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 20-23)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم ذكر الآلهة ، فقال سبحانه لكفار مكة : { وَٱلَّذِينَ يَدْعُونَ } ، يعني يعبدون ، { مِن دُونِ ٱللَّهِ } ، يعني اللات ، والعزى ، ومناة ، وهبل ، { لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً } ، ذباباً ولا غيرها ، { وَهُمْ يُخْلَقُونَ } [ آية : 20 ] ، وهم ينحتونها بأيديهم . ثم وصفهم ، فقال تعالى : { أَمْواتٌ } ، لا تتكلم ، ولا تسمع ، ولا تبصر ، ولا تنفع ، ولا تضر ، { غَيْرُ أَحْيَآءٍ } ، لا روح فيها ، ثم نعت كفار مكة ، فقال : { وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } [ آية : 21 ] ، يعني متى يبعثون ، نظيرها في سورة النمل : { لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي ٱلسَّمَاواتِ وٱلأَرْضِ ٱلْغَيْبَ إِلاَّ ٱللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } [ النمل : 65 ] ، وهم الخراصون . ثم قال سبحانه : { إِلٰهُكُمْ إِلٰهٌ وَاحِدٌ } ، فلا تعبدوا غيره ، ثم نعتهم تعالى ، فقال : { فَٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ } ، يعني لا يصدقون بالبعث الذى فيه جزاء الأعمال ، ثم نعتهم ، فقال سبحانه : { قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ } لتوحيد الله عز وجل أنه واحد ، { وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ } [ آية : 22 ] عن التوحيد . { لاَ جَرَمَ } ، قسماً ، { أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ } في قلوبهم حين أسروا وبعثوا في كل طريق من الطرق رهطاً ؛ ليصدوا الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم ، { وَمَا يُعْلِنُونَ } ، حين أظهروا للنبي صلى الله عليه وسلم ، وقالوا : هذا دأبنا ودأبك ، { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْتَكْبِرِينَ } [ آية : 23 ] ، يعني المتكبرين عن التوحيد .