Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 41-47)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم قال سبحانه : { وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ } قومهم إلى المدينة ، واعتزلوا بدينهم من المشركين ، { فِي ٱللَّهِ } ، وفروا إلى الله عز وجل ، { مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ } ، يعني من بعد ما عذبوا على الإيمان بمكة ، نزلت في خمسة نفر ، : عمار بن ياسر مولى أبى حذيفة بن المغيرة المخزومي ، وبلال بن أبي رباح المؤذن ، وصهيب بن سنان مولى عبد الله بن جدعان بن النمر بن قاسط ، وخباب بن الأرت ، وهو عبد الله بن سعد بن خزيمة بن كعب مولى لأم أنما امرأة الأخنس بن شريق . { لَنُبَوِّئَنَّهُمْ } ، يعني لنعطينهم { فِي ٱلدُّنْيَا حَسَنَةً } ، يعني بالحسنة الرزق الواسع ، { وَلأَجْرُ } ، يعني جزاء { ٱلآخِرَةِ } ، يعني الجنة ، { أَكْبَرُ } ، يعني أعظم مما أعطوه في الدنيا من الرزق ، { لَوْ كَانُواْ } ، يعني أن لو كانوا { يَعْلَمُونَ } [ آية : 41 ] . ثم نعتهم ، فقال سبحانه : { ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ } على العذاب في الدنيا ، { وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } [ آية : 42 ] ، يعني وبه يثقون . { وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِيۤ إِلَيْهِمْ } ، نزلت في أبي جهل بن هشام ، والوليد بن المغيرة ، وعقبة بن أبي معيط ، وذلك أنهم قالوا في سبحان : { أَبَعَثَ ٱللَّهُ بَشَراً رَّسُولاً } [ الإسراء : 94 ] يأكل ويشرب ، وتلاك الملائكة ، فأنزل الله عز وجل : { وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ } يا محمد صلى الله عليه وسلم ، { إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِيۤ إِلَيْهِمْ } ، ثم قال : { فَٱسْأَلُواْ أَهْلَ ٱلذِّكْرِ } ، يعني التوراة ، { إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ } [ آية : 43 ] بأن الرسل كانوا من البشر ، فسيخبرونكم بأن الله عز وجل لم يبعث رسولاً إلا من الإنس ، يعنى : { بِٱلْبَيِّنَاتِ } بالآيات ، { وَٱلزُّبُرِ } ، يعني حديث الكتب ، { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ ٱلذِّكْرَ } ، يعني القرآن ، { لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ } من ربهم ، { وَلَعَلَّهُمْ } ، يعني لكي { يَتَفَكَّرُونَ } [ آية : 44 ] فيؤمنوا . ثم خوف كفار مكة ، فقال سبحانه : { أَفَأَمِنَ ٱلَّذِينَ مَكَرُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ } ، يعني الذين قالوا الشرك ، { أَن يَخْسِفَ ٱللَّهُ بِهِمُ ٱلأَرْضَ } ، يعني جانباً منها ، { أَوْ يَأْتِيَهُمُ } غير الخسف ، { ٱلْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ } [ آية : 45 ] ، يعني لا يعلمون أنه يأتيهم منه . { أَوْ يَأْخُذَهُمْ } العذاب ، { فِي تَقَلُّبِهِمْ } في الليل والنهار ، { فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ } [ آية : 46 ] ، يعني سابقي الله عز وجل بأعمالهم الخبيثة ، حتى يجزيهم بها . { أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَىٰ تَخَوُّفٍ } ، يقول : يأخذ أهل هذه القرية بالعذاب ويترك الأخرى قريباً منها لكي يخافوا فيعتبروا ، يخوفهم بمثل ذلك ، { فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ } ، يعني يرق لهم ، { رَّحِيمٌ } [ آية : 47 ] بهم حين لا يعجل عليهم بالعقوبة .