Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 53-59)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ذكرهم النعم ، فقال سبحانه : { وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ ٱللَّهِ } ، ليوحدوا رب هذه النعم ، يعني بالنعم الخير والعافية ، { ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ } ، يعني الشدة ، وهو الجوع ، والبلاء ، وهو قحط المطر بمكة سبع سنين ، { فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ } [ آية : 53 ] ، يعني تضرعون بالدعاء ، لا تدعون غيره أن يكشف عنكم ما نزل بكم من البلاء والدعاء حين قالوا في حم الدخان : { رَّبَّنَا ٱكْشِفْ عَنَّا ٱلْعَذَابَ إِنَّا مْؤْمِنُونَ } [ الدخان : 12 ] ، يعني مصدقين بالتوحيد . { ثُمَّ إِذَا كَشَفَ ٱلضُّرَّ عَنْكُمْ } ، يعني الشدة ، وهو الجوع ، وأرسل السماء بالمطر مدراراً ، { إِذَا فَرِيقٌ مِّنْكُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ } [ آية : 54 ] ، يعني يتركون التوحيد لله تعالى في الرخاء ، فيعبدون غيره ، وقد وحدوه في الضر . { لِيَكْفُرُواْ بِمَآ آتَيْنَاهُمْ } ، يعني لئلا يكفروا بالذي أعطيناهم من الخير والخصب في كشف الضر عنهم ، وهو الجوع ، { فَتَمَتَّعُواْ } إلى آجالكم قليلاً ، { فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } [ آية : 55 ] ، هذا وعيد ، نظيرها في الروم ، وإبراهيم ، والعنكبوت . { وَيَجْعَلُونَ } ، يعني ويصفون ، { لِمَا لاَ يَعْلَمُونَ } من الآلهة أنها آلهة ، { نَصِيباً مِّمّا رَزَقْنَاهُمْ } من الحرث والأنعام ، { تَٱللَّهِ } ، قل لهم يا محمد : والله { لَتُسْأَلُنَّ } في الآخرة ، { عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ } [ آية : 56 ] حين زعمتم أن الله أمركم بتحريم الحرث والأنعام . ثم قال يعنيهم : { وَيَجْعَلُونَ } ، يعني ويصفون { لِلَّهِ ٱلْبَنَاتِ } ، حين زعموا أن الملائكة بنات الله تعالى ، { سُبْحَانَهُ } ، نزه نفسه عن قولهم ، ثم قال عز وجل : { وَلَهُمْ مَّا يَشْتَهُونَ } [ آية : 57 ] من البنين . ثم أخبر عنهم ، فقال سبحانه : { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِٱلأُنْثَىٰ } ، فقيل له : ولدت لك ابنة ، { ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً } ، يعني متغيراً ، { وَهُوَ كَظِيمٌ } [ آية : 58 ] ، يعني مكروباً . { يَتَوَارَىٰ مِنَ ٱلْقَوْمِ مِن سُوۤءِ مَا بُشِّرَ بِهِ } ، يعني لا يريد أن يسمع تلك البشرى أحداً ، ثم أخبر عن صنيعه بولده ، فقال سبحانه : { أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ } ، فأما الله فقد علم أنه صانع أحدهما لا محالة ، { أَمْ يَدُسُّهُ } ، وهي حية ، { فِي ٱلتُّرَابِ أَلاَ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ } [ آية : 59 ] ، يعني ألا بئس ما يقضون ، حين زعموا أن لي البنات وهم يكرهونها لأنفسهم .