Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 46-52)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً } ، يعني الغطاء على القلوب ، { أَن يَفْقَهُوهُ } ، لئلا يفقهوا القرآن ، { وَفِيۤ آذَانِهِمْ وَقْراً } ، يعني ثقلاً لئلا يسمعوا القرآن ، { وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي ٱلْقُرْآنِ وَحْدَهُ } ، فقلت : لا إله إلا الله ، { وَلَّوْاْ عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً } [ آية : 46 ] ، يعني أعرضوا عن التوحيد ونفروا عنه كراهية التوحيد ، وذلك حين قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم وقد دخلوا على أبي طالب وهم الملأ ، فقال " قولوا : لا إله إلا الله ، تملكون بها العرب وتدين لكم العجم " { نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ } يا محمد وأنت تقرأ القرآن ، { وَإِذْ هُمْ نَجْوَىٰ } ، فبين نجواهم في سورة الأنبياء : { وَأَسَرُّواْ ٱلنَّجْوَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } ، يعني فيما بينهم ، { هَلْ هَـٰذَآ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ ٱلسِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ } [ الأنبياء : 3 ] ، فذلك قوله سبحانه : { إِذْ يَقُولُ ٱلظَّالِمُونَ } ، يعني الوليد بن المغيرة وأصحابه ، { إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً } [ آية : 47 ] ، يعني بالمسحور المغلوب على عقله ، نظيرها في الفرقان : { وَقَالَ ٱلظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً } [ الفرقان : 8 ] . { ٱنْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلأَمْثَالَ } ، يعني كيف وصفوا لك الأنبياء حين قالوا : إنك ساحر ، { فَضَلُّواْ } عن الهدى ، { فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ } ، يعني فلا يجدون ، { سَبِيلاً } [ آية : 48 ] ، يعني لا يقدرون على مخرج مما قالوا لك بأنك ساحر . { وَقَالُوۤاْ أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً } ، يعني تراباً ، { أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ } بعد الموت ، { خَلْقاً جَدِيداً } [ آية : 49 ] ، يعني البعث . و { قُلْ } لهم يا محمد : { كُونُواْ حِجَارَةً } في القوة ، { أَوْ حَدِيداً } [ آية : 50 ] في الشدة ، فسوف يميتكم ثم يبعثكم ، ثم تحيون من الموت . { أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ } ، يعني مما يعظم في قلوبكم ، قل لو كنتم أنتم الموت لأمتكم ثم بعثتكم في الآخرة ، { فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا } ، يعني من يبعثنا أحياء من بعد الموت ، { قُلِ ٱلَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } ، يعني خلقكم أول مرة في الدنيا ولم تكونوا شيئاً ، فهو الذي يبعثكم في الآخرة ، { فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ } ، يعني يهزون إليك ، { رُؤُوسَهُمْ } استهزاء وتكذيباً بالبعث ، { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ } ، يعنون البعث ، { قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ } البعث { قَرِيباً } [ آية : 51 ] . ثم أخبر عنهم ، فقال سبحانه : { يَوْمَ يَدْعُوكُمْ } من قبوركم في الآخرة { فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ } ، يعني تجيبون الداعى بأمره ، { وَتَظُنُّونَ } ، يعني وتحسبون { إِن } ، يعني ما { لَّبِثْتُمْ } في القبور ، { إِلاَّ قَلِيلاً } [ آية : 52 ] ، وذلك أن إسرافيل قائم على صخرة بيت المقدس يدعو أهل القبور في قرن ، فيقول : أيتها اللحوم المتفرقة وأيتها العروق المتقطعة ، وأيتها الشعور المتفرقة ، اخرجوا إلى فصل القضاء لتنفخ فيكم أرواحكم ، وتجازون بأعمالكم ، فيخرجون ، ويديم المنادي الصوت ، فيخرجون من قبورهم ، ويسمعون الصوت ، فيسعون إليه ، فذلك قوله سبحانه : { فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ } [ يس : 53 ] .