Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 53-55)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَقُل لِّعِبَادِي } ، يعني عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، { يَقُولُواْ ٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } ، ليرد خيراً على من شتمه ، وذلك أن رجلاً من كفار مكة شتمه ، فهم به عمر ، رضي الله عنه ، فأمره الله عز وجل بالصفح والمغفرة ، نظيرها في الجاثية : { قُل لِّلَّذِينَ آمَنُواْ … } [ الجاثية : 14 ] إلى آخر الآية ، { إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ } ، يعني يغري بينهم ، { إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً } [ آية : 53 ] . { رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ } من غيره ، { إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ } ، فيتوب عليكم ، { أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ } ، فيميتكم على الكفر نظيرها في الأحزاب ، { لِّيُعَذِّبَ ٱللَّهُ ٱلْمُنَافِقِينَ وَٱلْمُنَافِقَاتِ } [ الأحزاب : 73 ] ، { وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً } [ آية : 54 ] ، يعني مسيطراً عليهم . { وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ ٱلنَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ } ، منهم من كلم الله ، ومنهم من اتخذه الله خليلاً ، ومنهم من سخر الله له الطير ، والجبال ، ومنهم من أعطي ملكاً عظيماً ، ومنهم من يحيي الموتى ، ويبرئ الأكمه والأبرص ، ومنهم من رفعه الله عز وجل إلى السماء ، فكل واحد منهم فضل بأمر لم يعطه غيره ، فهذا تفضيل بعضهم على بعض ، ثم قال سبحانه : { وَآتَيْنَا } ، يعني وأعطينا { دَاوُودَ زَبُوراً } [ آية : 55 ] ، مائة وخمسين سورة ، ليس فيها حكم ، ولا حد ، ولا فريضة ، ولا حلال ، ولا حرام ، وإنما هو ثناء على الله عز وجل ، وتمجيد وتحميد .