Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 59-60)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرْسِلَ بِٱلآيَاتِ } مع محمد صلى الله عليه وسلم ، وذلك أن عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة ، والحارث بن هشام بن المغيرة المخزوميين ، سألا النبي صلى الله عليه وسلم أن يريهم الله الآيات كما فعل بالقرون الأولى ، وسؤالهما النبي صلى الله عليه وسلم أنهما قالا في هذه السورة : { وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ ٱلأَرْضِ يَنْبُوعاً … } إلى آخر الآيات ، فأنزل الله عز وجل : { وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرْسِلَ بِٱلآيَاتِ } إلى قومك كماسألوا ، { إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا ٱلأَوَّلُونَ } ، يعني الأمم الخالية ، فعذبتهم ، ولو جئتهم بآية فردوها وكذبوا بها أهلكناهم ، كما فعلنا بالقرون الأولى ، فلذلك أخرنا الآيات عنهم ، ثم قال سبحانه : { وَآتَيْنَا } ، يعني وأعطينا { ثَمُودَ ٱلنَّاقَةَ مُبْصِرَةً } ، يعني معاينة يبصرونها ، { فَظَلَمُواْ بِهَا } ، يعني فجحدوا بها أنها ليست من الله عز وجل ، ثم عقروها ، ثم قال عز وجل : { وَمَا نُرْسِلُ بِٱلآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً } [ آية : 59 ] للناس ، فإن لم يؤمنوا بها عذبوا في الدنيا . { وَإِذْ } ، يعني وقد { قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِٱلنَّاسِ } ، يعني حين أحاط علمه بأهل مكة أن يفتحها على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال سبحانه : { وَمَا جَعَلْنَا ٱلرُّؤيَا ٱلَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ } ، يعني الإسراء ليلة أسري به إلى بيت المقدس ، فكانت لأهل مكة فتنة ، ثم قال سبحانه : { وَٱلشَّجَرَةَ ٱلْمَلْعُونَةَ فِي ٱلقُرْآنِ } ، يعني شجرة الزقوم ، ثم قال سبحانه : { وَنُخَوِّفُهُمْ } بها ، يعني بالنار والزقوم ، { فَمَا يَزِيدُهُمْ } التخويف ، { إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً } [ آية : 60 ] ، يعني شديداً ، وقال أيضاً في الصافات لقولهم الزقوم التمر والزبد : { إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِيۤ أَصْلِ ٱلْجَحِيمِ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ ٱلشَّيَاطِينِ } [ الصافات : 64 ، 65 ] ، ولا يشبه طلع النخل . وذلك أن الله عز وجل ذكر شجرة الزقوم في القرآن ، فقال أبو جهل : يا معشر قريش ، إن محمداً يخوفكم بشجرة الزقوم ، ألستم تعلمون أن النار تحرق الشجر ، ومحمد يزعم أن النار تنبت الشجرة ، فهل تدرون ما الزقوم ؟ فقال عبد الله بن الزبعرى السهمى : إن الزقوم بلسان بربر : التمر والزبد ، قال أبو الجهل : يا جارية ، ابغنا تمراً ، فجاءته ، فقال لقريش وهم حوله : تزقموا من هذا الزقوم الذي يخوفكم به محمد ، فأنزل الله تبارك وتعالى : { وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً } ، يعني شديداً .