Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 61-64)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاۤئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لآدَمَ } ، منهم إبليس ، { فَسَجَدُواْ } ثم استثنى ، فقال : { إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً } [ آية : 61 ] وأنا خلقتني من نار ، يقول ذلك تكبراً . ثم { قَالَ } إبليس لربه عز وجل : { أَرَأَيْتَكَ هَـٰذَا ٱلَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ } ، يعني فضلته عليَّ بالسجود ، يعني آدم ، أنا ناري وهو طيني ، { لَئِنْ أَخَّرْتَنِ } ، يقول : لئن متعتنى { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ } ، يعني لأحتوين { ذُرِّيَّتَهُ } ذرية آدم ، { إَلاَّ قَلِيلاً } [ آية : 62 ] حتى يطيعوني ، يعني بالقليل الذي أراد الله عز وجل ، فقال : { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ } [ الحجر : 42 ] ، يعني ملكاً . ثم { قَالَ ٱذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ } على دينك ، يعني من ذرية آدم ، { فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ } بأعمالكم الخبيثة ، { جَزَاءً } ، يعني الكفر جزاء ، { مَّوْفُوراً } [ آية : 63 ] ، يعني وافراً لا يفتر عنهم من عذابها شىء . ثم قال سبحانه : { وَٱسْتَفْزِزْ } ، يقول : واستزل { مَنِ ٱسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ } ، يعني بدعائك ، { وَأَجْلِبْ } ، يعني واستعن { عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ } ، يعني كل راكب يسير في معصيته ، { وَرَجِلِكَ } ، يعني كل راجل يمشي في معصية الله عز وجل من الجن والإنس من يطيعك منهم ، { وَشَارِكْهُمْ فِي ٱلأَمْوَالِ } ، يقول : زين لهم في الأموال ، يعني كل مال حرام ، وما حرموا من الحرث والأنعام ، { وَٱلأَوْلادِ } . حدثنا عبيد الله ، قال : حدثنا أبي ، عن الهذيل ، عن مقاتل ، عن الضحاك ، عن ابن عباس ، قال : إن الزنا ، والغضب ، والأولاد ، يعني كل ولد من حرام ، فهذا كله من طاعة إبليس وشركته . ثم قال سبحانه : { وَعِدْهُمْ } ، يعني ومنيهم الغرور ألا بعث ، { وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً } [ آية : 64 ] ، يعني باطلاً الذي ليس بشيء .