Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 9-12)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ يِهْدِي } ، يعني يدعو ، { لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ } ، يعني أصوب ، { وَيُبَشِّرُ } القرآن ، { ٱلْمُؤْمِنِينَ } ، يعني المصدقين ، { ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّالِحَاتِ } من الأعمال بما فيه من الثواب ، فذلك قوله سبحانه : { أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً } [ آية : 9 ] ، يعني جزاء عظيماً في الآخرة . { وأَنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ } ، يعني بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال ، { أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً } [ آية : 10 ] ، يعني عذاباً وجيعاً . { وَيَدْعُ ٱلإِنْسَانُ بِٱلشَّرِّ } على نفسه ، يعني النضر بن الحارث ، حين قال : { ٱئْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [ الأنفال : 32 ] ، { دُعَآءَهُ بِٱلْخَيْرِ } ، كدعائه بالخير لنفسه ، { وَكَانَ ٱلإِنْسَانُ عَجُولاً } [ آية : 11 ] ، يعني آدم ، عليه السلام ، حين نفخ فيه الروح من قبل رأسه ، فلما بلغت الروح وسطه عجل ، فأراد أن يجلس قبل أن تتم الروح وتبلغ إلى قدميه ، فقال الله عز وجل : { وَكَانَ ٱلإِنْسَانُ عَجُولاً } ، وكذلك النضر يستعجل بالدعاء على نفسه كعجلة آدم ، عليه السلام ، في خلق نفسه ، إذا أراد أن يجلس قبل أن يتم دخول الروح فيه ، فتبلغ الروح إلى قدميه ، فعجلة الناس كلهم ورثوها عن أبيهم آدم ، عليه السلام ، فذلك قوله سبحانه : { وَكَانَ ٱلإِنْسَانُ عَجُولاً } . { وَجَعَلْنَا ٱلْلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ آيَتَيْنِ } ، يعني علامتين مضيئتين ، فكان ضوء القمر مثل ضوء الشمس ، فلم يعرف الليل من النهار ، يقول الله تعالى : { فَمَحَوْنَآ آيَةَ ٱلْلَّيْلِ } ، يعني علامة القمر ، فالمحو السواد الذي في وسط القمر ، فمحى من القمر تسعة وستين جزءاً ، واحد من سبعين جزءاً من الشمس ، فعرف الليل من النهار ، { وَجَعَلْنَآ آيَةَ } ، يعني علامة { ٱلنَّهَارِ } ، وهي الشمس ، { مُبْصِرَةً } ، يعني أقررنا ضوءها فيها ، { لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ } ، يعني رزقاً ، { وَلِتَعْلَمُواْ } بها { عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً } [ آية : 12 ] ، يعني بيناه تبياناً .