Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 16-21)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَٱذْكُرْ } لأهل مكة ، { فِي ٱلْكِتَابِ مَرْيَمَ } ، يعني في القرآن ابنة عمران بن ماثان ، ويعقوب بن ماثان ، من نسل سليمان بن داود ، عليهم السلام ، { إِذِ ٱنتَبَذَتْ } ، يعني إذا انفردت ، { مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِياً } [ آية : 16 ] ، فجلست في المشرقة ؛ لأنه كان الشتاء . { فَٱتَّخَذَتْ مِن دُونِهِم حِجَاباً } ، يعني جبلاً ، فجعلت الجبل بينها وبينهم ، فلم يرها أحد منهم ، كقوله في ص : { حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِٱلْحِجَابِ } [ ص : 32 ] ، يعني الجبل ، وهو دون ق بمسيرة سنة ، والشمس تغرب من ورائه ، { فَأَرْسَلْنَآ إِلَيْهَآ رُوحَنَا } ، يعني جبريل ، عليه السلام ، { فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً } [ آية : 17 ] ، يعني إنساناً سوياً ، يعني سوى الخلق ، على صور شاب أمرد ، جعد الرأس . فلما رأته حسبته إنساناً ، { قَالَتْ إِنِّيۤ أَعُوذُ بِٱلرَّحْمَـٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً } [ آية : 18 ] ، يعني مخلصاً لله عز وجل تعبده . { قَالَ } جبريل ، عليه السلام ، { إِنَّمَآ أَنَاْ رَسُولُ رَبِّكِ لاًّهَبَ لَكِ } بأمر الله عز وجل ، { غُلاَماً زَكِيّاً } [ آية : 19 ] ، يعني مخلصاً ، يقول صالحاً . { قَالَتْ } مريم : { أَنَّىٰ } من أين { يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ } ، يعني ولم يكن لي زوج ، { وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً } [ آية : 20 ] ، يعني ولم أركب فاحشة . { قَالَ } جبريل ، عليه السلام : { كَذٰلِكَ } ، يعني هكذا ، { قَالَ رَبُّكَ } إنه يكون لك ولد من غير زوج ، { هُوَ عَلَيَّ } ، على الله ، { هَيِّنٌ } ، يعني يسير أن يخلق في بطنك ولداً من غير بشر ، { وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً } ، يقول : ولكي نجعله عبرة ، { لِّلْنَّاسِ } ، يعني في بني إسرائيل ، { وَرَحْمَةً } ، يعني ونعمة ، { مِّنَّا } لمن تبعه على دينه ، مثل قوله سبحانه : { وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } [ الأنبياء : 107 ] ، يعني بالرحمة النعمة لمن اتبعه على دينه ، { وَكَانَ } عيسى صلى الله عليه وسلم من غير بشر ، { أَمْراً مَّقْضِيّاً } [ آية : 21 ] ، قد قضى الله عز وجل في اللوح المحفوظ أنه كائن لا بد .