Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 41-50)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱذْكُرْ } يا محمد لأهل مكة ، { فِي ٱلْكِتَابِ } ، يعني في القرآن أمر { إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً } ، يعني مؤمناً بالله تعالى ، { نَّبِيّاً } [ آية : 41 ] ، مثل قوله سبحانه : { وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ } [ المائدة : 75 ] ، يعني مؤمنة . { إِذْ قَالَ لأَبِيهِ } آزر : { يٰأَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لاَ يَسْمَعُ } الصوت ، { وَلاَ يَبْصِرُ } شيئاً ، يعني الأصنام ، { وَلاَ يُغْنِي عَنكَ شَيْئاً } [ آية : 42 ] في الآخرة . { يٰأَبَتِ إِنِّي قَدْ جَآءَنِي مِنَ ٱلْعِلْمِ } ، يعني البيان ، { مَا لَمْ يَأْتِكَ } ، يعني ما يكون من بعد الموت ، { فَٱتَّبِعْنِيۤ } على ديني ، { أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً } [ آية : 43 ] ، يعني طريقاً عدلاً ، يعني دين الإسلام . { يٰأَبَتِ لاَ تَعْبُدِ ٱلشَّيْطَانَ } ، يعني لا تطع الشيطان في العبادة ، { إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ عَصِيّاً } [ آية : 44 ] ، يعني عاصياً ملعوناً . { يٰأَبَتِ إِنِّيۤ أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ } ، يعني أن يصيبك ، { عَذَابٌ مِّنَ ٱلرَّحْمَـٰنِ } في الآخرة ، { فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً } [ آية : 45 ] ، يعني قريباً في الآخرة . فرد عليه أبوه ، فـ { أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يٰإِبْرَاهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لأَرْجُمَنَّكَ } ، يعني لئن لم تسكت لأشتمنك ، { وَٱهْجُرْنِي مَلِيّاً } [ آية : 46 ] ، يعني أيام حياتك ، ويقال : طويلاً ، واعتزلني وأطل هجراني ، وكل شىء في القرآن لأرجمنك ، يعني به القتل ، غير هذا . حدثنا عبيد الله ، قال : حدثني أبي ، عن أبي صالح ، عن مقاتل ، عن ابن عباس : واعتزلنى سالم العرض لا يصيبك منى معرة ، { قَالَ } إبراهيم : { سَلاَمٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّيۤ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً } [ آية : 47 ] ، يعني لطيفاً رحيماً . { وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } ، وأعتزل ما تعبدون من دون الله من الآلهة ، فكان اعتزاله إياهم أنه فارقهم من كوثا ، فهاجر منها إلى الأرض المقدسة ، ثم قال إبراهيم : { وَأَدْعُو رَبِّي } في الاستغفار لك ، { عَسَىۤ أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَآءِ رَبِّي شَقِيّاً } [ آية : 48 ] ، يعني خائباً بدعائي لك بالمغفرة . { فَلَمَّا ٱعْتَزَلَهُمْ وَ } واعتزل { وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } من الآلهة ، وهي الأصنام ، وذهب مهاجراً منها ، { وَهَبْنَا لَهُ } بعد الهجرة إلى الأرض المقدسة ، { إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلاًّ جَعَلْنَا نَبِيّاً } [ آية : 49 ] ، يعني إبراهيم ، وإسحاق ، ويعقوب . { وَوَهَبْنَا لَهْمْ مِّن رَّحْمَتِنَا } ، يعني من نعمتنا ، { وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً } [ آية : 50 ] ، يعني ثناء حسناً رفيقاً يثني عليهم جميع أهل الأديان بعدهم .