Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 59-66)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ } ، يعني من بعد النبيين خلف السوء ، يعني اليهود ، فهذا مثل ضربه الله عز وجل لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا تكونواخلف السوء مثل اليهود ، ثم نعتهم ، فقال سبحانه : { أَضَاعُواْ ٱلصَّلاَةَ } ، يعني أخروها عن مواقيتها ، { وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَاتِ } ، يعني الذين استحلوا تزويج بنت الأخت من الأب ، نظيرها في النساء : { ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلشَّهَوَاتِ } [ النساء : 27 ] ، يعني الزنا ، { فَسَوْفَ يَلْقُونَ غَيّاً } [ آية : 59 ] في الآخرة ، وهو واد في جهنم . { إِلاَّ مَن تَابَ } من الشرك ، { وَآمَنَ } بمحمد صلى الله عليه وسلم ، يعني وصدق بتوحيد الله عز وجل ، { وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ } ، يعني ولا ينقضون { شَيْئاً } [ آية : 60 ] من أعمالهم الحسنة حتى يجازوا بها ، فيجزيهم ربهم . { جَنَّاتِ عَدْنٍ ٱلَّتِي وَعَدَ ٱلرَّحْمَـٰنُ عِبَادَهُ } المؤمنين على ألسنة الرسل في الدنيا ، { بِٱلْغَيْبِ } ولم يروه ، { إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً } [ آية : 61 ] ، يعني جائياً لا خلف له . { لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا } ، يعني في الجنة ، { لَغْواً } ، يعني الحلف إذا شربوا الخمر ، يعني لا يحلفون كما يحلف أهل الدنيا إذا شربوا ، نظيرها في الواقعة ، وفى الصافات ، ثم قال : { إِلاَّ سَلاَماً } ، يعني سلام الملائكة عليهم فيها ، { وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً } [ آية : 62 ] ، يعني بالرزق الفاكهة على مقدار طرفي النهار في الدنيا . ثم أخبر عنهم ، فقال سبحانه : { تِلْكَ ٱلْجَنَّةُ ٱلَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً } [ آية : 63 ] ، يعني مخلصاً لله عز وجل . { وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ } ، وذلك " أن جبريل ، عليه السلام ، احتبس على النبي صلى الله عليه وسلم أربعين يوماً ، ويقال : ثلاثة أيام ، فقال مشركو مكة : قد ودعه ربه وقلاه ، فلما نزل جبريل ، عليه السلام ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " يا جبريل ، ما جئت حتى اشتقت إليك " ، قال : وأنا إليك كنت أشد شوقاً " ، ونزل في قولهم : { وَٱلضُّحَىٰ وَٱللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ … } [ سورة : الضحى ، { أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ } [ الشرح ] جميعاً ، وقال جبريل ، عليه السلام : { وَمَا نَتَنَزَّلُ } من السماء ، { إِلاَّ بأَمْرِ رَبِّكَ } ، { لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا } من أمر الآخرة ، { وَمَا خَلْفَنَا } من أمر الدنيا ، { وَمَا بَيْنَ ذٰلِكَ } ، يعني ما بين الدنيا والآخرة ، يعني ما بين النفختين ، { وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً } [ آية : 64 ] لقول كفار مكة : نسيه ربه وقلاه . يقول : لم ينسك ربك يا محمد ، { رَّبُّ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } ، يعني والأرضين ، { وَمَا بَيْنَهُمَا } من الخلق ، { فَٱعْبُدْهُ } ، يعني فوحده ، { وَٱصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ } ، يقول : واصبر على توحيد الله عز وجل ولا تعجل حتى يأتيك أمري ، ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم : { هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً } [ آية : 65 ] ، يقول جل جلاله : هل تعلم من الآلهة من شىء اسمه الله عز وجل ؛ لأن الله تعالى ذكره يمنعهم من ذلك . { وَيَقُولُ ٱلإِنْسَانُ } ، وهو أبي بن خلف الجمحي : { أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً } [ آية : 66 ] من الأرض بعد الموت ، يقول ذلك تكذيباً بالبعث .