Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 67-72)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول الله عز وجل يعظه ليعتبر : { أَوَلاَ يَذْكُرُ إلإِنْسَانُ } ، يقول : أولا يتذكر الإنسان في خلق نفسه ، { أَنَّا خَلَقْنَاهُ } أول مرة ، يعني أول خلق خلقناه ، { مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً } [ آية : 67 ] . فأقسم الرب عز وجل ليبعثهم في الآخرة ، فقال : { فَوَرَبِّكَ } يا محمد ، { لَنَحْشُرَنَّهُمْ } ، يعني لنجمعنهم { وَٱلشَّيَاطِينَ } معهم الذين أضلوهم في الآخرة ، { ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ } ، يعني في جهنم ، { جِثِيّاً } [ آية : 68 ] ، يعني جميعاً على الركب . { ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ } ، يقول : لنخرجن ، ثم نبدأ بهم من كل ملة ، { أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ عِتِيّاً } [ آية : 69 ] ، يعني عتوا في الكفر ، يعني القادة ، فيعذبهم في النار . { ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِٱلَّذِينَ هُمْ أَوْلَىٰ بِهَا صِلِيّاً } [ آية : 70 ] ، يعني من هو أولى بها ، يعني القادة في الكفر . { وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا } ، يعني وما منكم أحد إلا داخلها ، يعني جهنم ، البر والفاجر . حدثنا عبيد الله ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا الهذيل ، عن مقاتل ، عن علقمة بن مرثد ، عن نافع بن الأزرق ، أنه سأل ابن عباس عن الورود ، فقال : يا نافع ، أما أنا وأنت ، فندخلها ، فانظر هل نخرج منها أم لا ؟ . حدثنا عبيد الله ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا الهذيل ، عن مقاتل ، عن الضحاك ، عن ابن عباس ، قال : للورود في القرآن أربعة مواضع ، يعني به الدخول : { وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا } [ مريم : 71 ] ، يعني داخلها . { فَأَوْرَدَهُمُ ٱلنَّارَ } [ هود : 98 ] ، يعني فأدخلهم . { حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ } [ الأنبياء : 98 ] ، يعني داخلون . { لَوْ كَانَ هَـٰؤُلاۤءِ آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا } [ الأنبياء : 99 ] ، يعني ما دخلوها . حدثنا عبيد الله ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني الهذيل ، عن مقاتل ، قال : يجعل الله النار على المؤمنين يومئذ برداً وسلاماً ، كما جعلها على إبراهيم ، عليه السلام ، فذلك قوله عز وجل : { كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً } [ آية : 71 ] ، قال : قضاء واجباً قد قضاه في اللوح المحفوظ أنه كائن لا بد ، غير الأنبياء ، عليهم السلام ، فتكون على المؤمنين برداً وسلاماً . { ثُمَّ نُنَجِّي ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ } الشرك منها ، يعني أهل التوحيد ، فنخرجهم منها ، { وَّنَذَرُ ٱلظَّالِمِينَ } ، يعني المشركين ، { فِيهَا } ، يعني في جهنم ، { جِثِيّاً } [ آية : 72 ] على الركب .