Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 83-92)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّآ أَرْسَلْنَا ٱلشَّيَاطِينَ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } ، يعني المستهزئين من قريش حين قال سبحانه إبليس ، وهو الشيطان : { وَٱسْتَفْزِزْ مَنِ ٱسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ … } [ الإسراء : 64 ] ، يعني بدعائك إلى آخر الآية ، ثم قال سبحانه : { تَؤُزُّهُمْ أَزّاً } [ آية : 83 ] ، يعني تزعجهم إزعاجاً ، وتغريهم إغراء ، تزين لهم الذى هم عليه من الشرك ، ويقول : إن الأمر الذى أنتم عليه لأمر حق . { فَلاَ تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ } ، يقول للنبى صلى الله عليه وسلم : فلا تستعجل لهم بالعذاب ، { إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ } آجالهم ، { عَدّاً } [ آية : 84 ] ، يعني الأنفاس . ثم ننزل بهم العذاب ، { يَوْمَ نَحْشُرُ ٱلْمُتَّقِينَ } الشرك ، يعني الموحدين ، { إِلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ وَفْداً } [ آية : 85 ] على النجائب على رحلاتها منابر الحضر . { وَنَسُوقُ ٱلْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْداً } [ آية : 68 ] ، يرونها في الدخول وهم عطاش . { لاَّ يَمْلِكُونَ ٱلشَّفَاعَةَ } ، يقول : لا تقدر الملائكة على الشافعة لأحد ، ثم استثنى ، فقال : { إِلاَّ مَنِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحْمَـٰنِ عَهْداً } [ آية : 87 ] ، يعني إلا من اعتقد التوحيد عند الرحمن جل جلاله ، وهى شهادة ألا إله إلا الله وحده لا شريك له . { وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَلَداً } [ آية : 88 ] من الملائكة ، حين قالوا : إنهن بنات الله تعالى ، منهم : النضر بن الحارث . يقول الله عز وجل : { لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً } [ آية : 89 ] ، يقول : قلتم قولاً عظيماً ، نظيرها في بني إسرائيل : { إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً } [ الإسراء : 40 ] ، حين قالوا : الملائكة بنات الرحمن عز وجل . { تَكَادُ ٱلسَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ } ، يعني مما قالوا : إن الملائكة بنات الرحمن ، { وَتَنشَقُّ ٱلأَرْضُ } من أطرافها ، { وَتَخِرُّ ٱلْجِبَالُ هَدّاً } [ آية : 90 ] ، يعني وقعاً ، وإنما ذكر السموات والأرض والجبال ؛ لعظمهن وشدتهن ، مما قالوا من البهتان . { أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَداً } [ آية : 91 ] ، أن قالوا : للرحمن ولداً . { وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَـٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً } [ آية : 92 ] .