Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 77-82)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَفَرَأَيْتَ ٱلَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا } ، آيات القرآن ، نزلت في العاص بن وائل بن هشام بن سعد بن سعيد بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي السهمي ، وذلك أن خباب بن الأرت صاغ له شيئاً من الحلي ، فلما طلب منه الأجر ، قال لخباب ، وهو مسلم حين طلب أجر الصياغة : ألستم تزعمون أن في الجنة الحرير والذهب والفضة وولدان مخلدون ؟ قال خباب بن الأرت : نعم ، قال العاص : فميعاد ما بيننا الجنة ، { وَقَالَ لأُوتَيَنَّ } في الجنة ، يعني في الآخرة ، { مَالاً وَوَلَداً } [ آية : 77 ] أفضل مما أوتيت في الدنيا ، فأقضيك في الآخرة ، يقول ذلك مستهزئاً ؛ لأنه لا يؤمن بما في القرآن من الثواب والعقاب . يقول الله تعالى : { أَطَّلَعَ } على { ٱلْغَيْبَ } ، يعني العاص ، حين يقول : إنه يعطى في الآخرة ما يعطى المؤمنون ، { أَمِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحْمَـٰنِ عَهْداً } [ آية : 78 ] ، يقول : أم اعتقد عند الرحمن التوحيد . { كَلاَّ } لا يعطي العاص ما يعطي المؤمنون ، ثم استأنف ، فقال سبحانه : { سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ } ، يعني من الحفظة من الملائكة تكتب ما يقول العاص أن يعطى ما يعطى المؤمنون في الجنة ، { وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ ٱلْعَذَابِ مَدّاً } [ آية : 79 ] ، يعني الذى لا نقطاع له . { وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ } أنه يعطى في الجنة ما يعطى المؤمنون ، فنرثه عنه ويعطاه غيره ، ثم قال سبحانه : { وَيَأْتِينَا فَرْداً } [ آية : 80 ] ، العاص في الآخرة ، ليس معه شىء من دنياه . ثم ذكر كفار مكة : العاص ، والنضر ، وأبا جهل ، وغيرهم ، فقال سبحانه : { وَٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ آلِهَةً } ، يعني اللات ، والعزى ، ومناة ، وهبل ، { لِّيَكُونُواْ لَهُمْ عِزّاً } [ آية : 81 ] ، يعني منعاً يمنعونهم من الله عز وجل ، نظيرها في يس ، { وَٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ آلِهَةً لَّعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ } [ يس : 74 ] ، يعني يمنعون . يقول الله عز وجل : { كَلاَّ } لا تمنعهم الآلهة من الله ، ثم استأنف فقال : { سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ } ، يقول : ستبرأ الآلهة في الآخرة من كل من كان يعبدها في الدنيا ، { وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً } [ آية : 82 ] ، يقول : تكون آلهتهم يومئذ لهم أعداء ، كقوله سبحانه : { لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ } [ البقرة : 143 ] ، يعني للناس ، وكقوله سبحانه : { وَمَا ذُبِحَ عَلَى ٱلنُّصُبِ } [ المائدة : 3 ] ، يعني للنصب .