Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 118-120)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } بتوحيد ربهم ، يعني مشركي العرب للنبي صلى الله عليه وسلم ، { لَوْلاَ } يعنون هلا { يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ } يخبرنا بأنك رسوله ، { أَوْ تَأْتِينَآ آيَةٌ } كما كانت الأنبياء تأتيهم الآيات تجئ إلى قومهم ، يقول الله : { كَذَلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ مِّثْلَ قَوْلِهِمْ } ، يقول : هكذا قالت بنو إسرائيل من قبل مشركي العرب ، فقالوا فى سورة البقرة ، والنساء لموسى : { أَرِنَا ٱللَّهِ جَهْرَةً } [ النساء : 153 ] ، وأتوا بالآيات وسمعوا الكلام فحرفوه ، فهل هؤلاء إلا مثل أولئك ؟ فذلك قوله سبحانه : { تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ } ، ثم قال : وإن كذب مشركو العرب بمحمد ، { قَدْ بَيَّنَّا ٱلآيَاتِ } ، أى فقد بينا الآيات ، فذلك قوله سبحانه فى العنكبوت : { بَلْ هُوَ آيَاتٌ } يعنى بيان أمر محمد آيات { بَيِّنَاتٌ } [ العنكبوت : 49 ] يعنى واضحات فى التوراة أنه أمي لا يقرأ الكتاب ولا يخط بيمينه ، { لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } [ آية : 118 ] ، يعنى مؤمنى أهل التوراة . { إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِٱلْحَقِّ } ، يقول : لم نرسلك عبثاً لغير شىء ، { بَشِيراً وَنَذِيراً } ، بشيراً بالجنة ونذيراً من النار ، { وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ ٱلْجَحِيمِ } [ آية : 119 ] ، فإن الله قد أحصاها عليهم ، { وَلَنْ تَرْضَىٰ عَنكَ ٱلْيَهُودُ } من أهل المدينة ، { وَلاَ ٱلنَّصَارَىٰ } من أهل نجران ، { حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ } ، ذلك أنهم دعوا النبى صلى الله عليه وسلم إلى دينهم وزعموا أنهم على الهدى ، فأنزل الله عز وجل : { قُلْ } لهم : { إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ } ، ثم حذر نبيه صلى الله عليه وسلم ، فقال : { وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَآءَهُمْ } يعنى أهل الكتاب على دينهم { بَعْدَ ٱلَّذِي جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ } ، وعلم البيان ، { مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ } ، يعنى قريب فينفعك { وَلاَ نَصِيرٍ } [ آية : 120 ] ، يعني ولا مانع .