Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 115-117)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَللَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ } ، وذلك أن ناساً من المؤمنين كانا فى سفر ، فحضرت الصلاة فى يوم غيم ، فمنهم من صلى قبل المشرق ، ومنهم من صلى قبل المغرب ، وذلك قبل أن تحول القبلة إلى الكعبة ، فلما طلعت الشمس عرفوا أنهم قد صلوا لغير القبلة ، فقدموا المدينة ، فأخبروا النبى صلى الله عليه وسلم بذلك ، فأنزل الله عز وجل : { وَللَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ } ، { فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ } تحولوا وجوهكم فى الصلاة ، { فَثَمَّ وَجْهُ ٱللَّهِ } فثم الله ، { إِنَّ ٱللَّهَ وَاسِعٌ } ، لتوسيعه عليهم فى ترك القبلة حين جهلوها ، { عَلِيمٌ } [ آية : 115 ] بما نووا ، وأنزل الله عز وجل : { لَّيْسَ ٱلْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ ٱلْمَشْرِقِ وَٱلْمَغْرِبِ } [ البقرة : 177 ] إلى آخر الآية . { وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ } ، إنما نزلت فى نصارى نجران السيد والعاقب ومن معهما من الوفد قدموا على النبى صلى الله عليه وسلم بالمدينة ، فقالوا : عيسى ابن الله ، فأكذبهم الله سبحانه وعظم نفسه ، تعالى عما يقولون ، فقال : { بَل لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ } [ آية : 116 ] ، يعنى لله ، يعنى من فيهما ، يعنى عيسى صلى الله عليه وسلم وغيره عبيده ، وفى ملكه ، ثم قال : قانتون ، يعنى مقرون بالعبودية ، ثم عظم نفسه ، فقال : { بَدِيعُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } ابتدعهما ولم يكونا شيئاً ، { وَإِذَا قَضَىٰ أَمْراً } فى علمه أنه كائن ، { فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } [ آية : 117 ] ، ولا يثنى قوله كفعل المخلوقين ، وذلك أن الله عز وجل ، قضى أن يكون عيسى صلى الله عليه وسلم فى بطن أمه من غير أب ، فقال له : كن ، فكان .