Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 199-202)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ ٱلنَّاسُ } ، وذلك الحمس ، قريش ، وكنانة ، وخزاعة ، وعامر بن صعصعة ، كانوا يبيتون بالمشعر الحرام ، ولا يخرجون من الحرم خشية أن يقتلوه ، وكانوا لا يقفون بعرفات ، فأنزل الله عز وجل فيهم يأمرهم بالوقوف بعرفات ، فقال لهم : { ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ ٱلنَّاسُ } ، يعني ربيعة ، واليمن كانوا يفيضون من عرفات قبل غروب الشمس ، ويفيضون من جمع إذا طلعت الشمس ، فخالف النبى صلى الله عليه وسلم فى الإفاضة ، { وَٱسْتَغْفِرُواْ ٱللَّهَ } لذنوبكم ، { إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ } لذنوب المؤمنين { رَّحِيمٌ } [ آية : 199 ] بهم . { فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَّنَاسِكَكُمْ } بعد أيام التشريق ، { فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَآءَكُمْ } ، وذلك أنهم كانوا إذا فرغوا من المناسك وقفوا بين مسجد منى وبين الجبل يذكر كل واحد منهم أباه ومحاسنه ، ويذكر صنائعه فى الجاهلية أنه كان من أمره كذا وكذا ، ويدعو له بالخير ، فقال الله عز وجل : { فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَّنَاسِكَكُمْ فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ } ، كذكر الأبناء الآباء ، فإنى أنا فعلت ذلك الخير إلى آبائكم الذين تثنون عليهم ، ثم قال سبحانه : { أَوْ أَشَدَّ } ، يعنى أكثر { ذِكْراً } لله منكم لآبائكم ، وكانوا إذا قضوا مناسكهم قالوا : اللهم أكثر أموالنا ، وأبناءنا ، ومواشينا ، وأطل بقاءنا ، وأنزل علينا الغيث ، وأنبت لنا المرعى ، وأصحبنا فى سفرنا ، وأعطنا الظفر على عدونا ، ولا يسألون ربهم عن أمر آخرتهم شيئاً ، فأنزل الله تعالى فيهم : { فَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَآ آتِنَا } ، يعنى أعطنا { فِي ٱلدُّنْيَا } ، يعنى هذا الذى ذكر ، فقال سبحانه : { وَمَا لَهُ فِي ٱلآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ } [ آية : 200 ] ، يعنى من نصيب ، نظيرها فى براءة : { فَٱسْتَمْتَعُواْ بِخَلاقِهِمْ } [ التوبة : 69 ] ، يعنى بنصيبهم ، فهؤلاء مشركو العرب . فلما أسلموا وحجوا دعوا ربه ، فقال سبحانه { وِمِنْهُمْ مَّن يَقُولُ رَبَّنَآ آتِنَا فِي ٱلدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي ٱلآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ } [ آية : 201 ] ، أى دعوا ربهم أن يؤتيهم { فِي ٱلدُّنْيَا حَسَنَةً } ، يعنى الرزق الواسع ، وأن يؤتيهم { وَفِي ٱلآخِرَةِ حَسَنَةً } فيجعل ثوابهم الجنة ، وأن يقيهم { عَذَابَ ٱلنَّارِ } . ثم أخبر عنهم ، فقال : { أُولَـٰئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ } ، يقول : حظ من أعمالهم الحسنة ، { وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } [ آية : 202 ] ، يقول : كأنه قد كان ، فهؤلاء المؤمنون .