Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 203-206)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ فِيۤ أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ } إذا رميتم الجمار ، يعنى أيام التشريق ، والأيام المعلومات يعنى يوم النحر ويومين من أيام التشريق بعد النحر ، فكان عمر ، رضى الله عنه ، يكبر فى قبته بمنى ، فيرفع صوته ، فيسمع أهل مسجد منى فيكبرون كلهم حتى يرتج منى تكبيراً { فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ } ، يعنى بعد يوم النحر بيومين ، يقول : من تعجل فنفر قبل غروب الشمس ، { فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ } ، يقول : فلا ذنب عليه ، يقول : ذنوبه مغفورة ، فمن لم ينفر حتى تغرب الشمس فليقم إلى الغد يوم الثالث ، فيرمي الجمار ، ثم ينفر مع الناس ، قال : { وَمَن تَأَخَّرَ } إلى يوم الثالث حتى ينفر الناس ، { فَلاۤ إِثْمَ عَلَيْهِ } ، يقول : لا ذنب عليه ، يقول : ذنوبه مغفورة ، ثم قال : { لِمَنِ ٱتَّقَىٰ } قتل الصيد ، { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } ، ولا تستحلوا قتل الصيد فى الإحرام ، { وَٱعْلَمُوآ } يخوفهم { أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } [ آية : 203 ] فى الآخرة فيجزيكم بأعمالكم ، نظيرها فى المائدة : { وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ ٱلْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِيۤ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } [ المائدة : 96 ] فيجزيكم بأعمالكم . { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } ، نزلت فى الأخنس بن شريق بن عمرو بن وهب بن أبى سلمة الثقفى ، وأمه اسمها ريطة بنت عبدالله بن أبى قيس القرشى ، من بنى عامر بن لؤى ، وكان عديد بنى زهرة ، وكان يأتى النبى صلى الله عليه وسلم فيخبره أنه يحبه ويحلف بالله على ذلك ، ويخبره أنه يتابعه على دينه ، فكان النبى صلى الله عليه وسلم يعجبه ذلك ويدنيه فى المجلس ، وفى قلبه غير ذلك ، فأنزل الله عز وجل : { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } { وَيُشْهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ } ما يقول ، يعني يمينه التى حلف بالله ، و { مَا فِي قَلْبِهِ } أن الذى يقول حق { وَهُوَ أَلَدُّ ٱلْخِصَامِ } [ آية : 204 ] ، يقول : جدلاً بالباطل ، كقوله سبحانه : { وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً } [ مريم : 97 ] ، يعنى جدلاء خصماء . ثم أخبر نبيه صلى الله عليه وسلم ، فقال : { وَإِذَا تَوَلَّىٰ } ، يعنى إذا توارى وكان رجلاً مانعاً جريئاً على القتل ، { سَعَىٰ فِي ٱلأَرْضِ } بالمعاصى ؛ { لِيُفْسِدَ فِيِهَا } ، يعني فى الأرض ، { وَيُهْلِكَ ٱلْحَرْثَ وَٱلنَّسْلَ } ، يعني كل دابة ، وذلك أنه عمد إلى كديس بالطائف إلى رجل مسلم ، فأحرقه وعقر دابته ، { وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلفَسَادَ } [ آية : 205 ] ، { وَإِذَا قِيلَ لَهُ ٱتَّقِ ٱللَّهَ أَخَذَتْهُ ٱلْعِزَّةُ بِٱلإِثْمِ } ، يعنى الحمية ، نظيرها فى ص [ آية : 2 ] قوله سبحانه : { بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ } يعني حمية بالإثم ، { فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ } شدة عذاب ، { وَلَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ } [ آية : 206 ] ، وكان الأخنس يسمى أبى بن شريق ، من بني زهرة بن كعب بن لؤى بن غالب ، وإنما سمى الأخنس ؛ لأنه يوم بدر رد ثلاثمائة رجل من بنى زهرة عن قتال النبى صلى الله عليه وسلم ، وقال لهم : إن محمداً ابن أختكم ، وأنتم أحق من كف عنه ، فإن كان نبياً لم نقتله ، وإن كان كاذباً كنتم أحق من كف عنه ، فخنس بهم ، فمن ثم سمي الأخنس .