Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 249-249)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِٱلْجُنُودِ } ، وهم مائة ألف إنسان ، فسار فى حر شديد ، { فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِٱلْجُنُودِ } { قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ } عز وجل { مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ } بين الأردن وفلسطين ، { فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي } ، يقول : ليس معى على عدوى ، كقول إبراهيم ، عليه السلام : { فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي } [ إبراهيم : 36 ] ، يعني معي ، { وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّيۤ } ، فإنه معي على عدوي ، ثم استثنى ، فقال : { إِلاَّ مَنِ ٱغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ } ، الغرفة يشرب منها الرجل وخدمه ودابته ويملأ قربته ، ووصلوا إلى النهر من مفازة ، وأصابهم العطش ، فلما رأى الناس الماء ابتدروا فوقعوا فيه ، { فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ } ، والقليل ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً ، عدة أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم يوم بدر . { فَلَمَّا جَاوَزَهُ } ، أى جاوز النهر { هُوَ } ، يعنى طالوت ، { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ } ، وكلهم مؤمنون ، فقال العصاة الذين وقعوا فى النهر : { قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا ٱلْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ } ، فرد عليهم أصحاب الغرفة ، { قَالَ ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ } ، يعنى الذين يعلمون ، كقوله سبحانه : { وَظَنَّ أَنَّهُ ٱلْفِرَاقُ } [ القيامة : 28 ] ، يعنى وعلم ، وكقوله عز وجل : { فَظَنُّوۤاْ أَنَّهُمْ مُّوَاقِعُوهَا } [ الكهف : 53 ] ، وكقوله عز وجل : { أَلا يَظُنُّ أُوْلَـٰئِكَ } [ المطففين : 4 ] ، أى ألا يعلم { أَنَّهُمْ مُلاَقُواْ ٱللَّهِ } ؛ لأنهم قد طابت أنفسهم بالموت ، { كَم مِّن فِئَةٍ } ، يعنى جند { قَلِيلَةٍ } عددهم ، { غَلَبَتْ فِئَةٍ كَثِيرَةً } عددهم { بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ } [ آية : 249 ] ، يعنى بنى إسرائيل فى النصر على عدوهم ، فرد طالوت العصاة وسار بأصحاب الغرفة حتى عاينوا العدو .