Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 40-40)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ ٱلَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ } ، يعنى أجدادهم ، فكانت النعمة حين أنجاهم من آل فرعون ، وأهلك عدوهم ، وحين فرق البحر لهم ، وحين أنزل عليهم المن والسلوى ، وحين ظلل عليهم الغمام بالنهار من حر الشمس ، وجعل لهم عموداً من نور يضئ لهم بالليل إذا لم يكن ضوء القمر ، وفجر لهم اثنى عشر عيناً من الحجر ، وأعطاهم التوراة فيها بيان كل شيء ، فدلهم على صنعه ليوحدوه عز وجل . { وَأَوْفُواْ بِعَهْدِيۤ } ، يعنى اليهود ، وذلك أن الله عز وجل عهد إليهم فى التوراة أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً ، وأن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالنبيين والكتاب ، فأخبر الله عز وجل عنهم فى المائدة ، فقال : { وَلَقَدْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَاقَ بَنِيۤ إِسْرَآئِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ ٱثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقَالَ ٱللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ ٱلصَّلاَةَ وَآتَيْتُمْ ٱلزَّكَاةَ وَآمَنتُمْ بِرُسُلِي } بمحمد صلى الله عليه وسلم { وَعَزَّرْتُمُوهُمْ } يعنى ونصرتموهم { وَأَقْرَضْتُمُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً } [ المائدة : 12 ] ، فهذا الذى قال الله : { وَأَوْفُواْ بِعَهْدِيۤ } الذى عهدت إليكم فى التوراة ، فإذا فعلتم ذلك { أُوفِ } لكم { بِعَهْدِكُمْ } ، يعنى المغفرة والجنة ، فعاهدهم إن أوفوا له بما قال المغفرة والجنة ، فكفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، وبعيسى ، عليه السلام ، فذلك قوله سبحانه : { لأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ } [ المائدة : 12 ] ، فهذا وفاء الرب عز وجل لهم ، { وَإِيَّايَ فَٱرْهَبُونِ } [ آية : 40 ] ، يعنى وإياى فخافون فى محمد صلى الله عليه وسلم ، فمن كذب به فله النار .